والطبراني في "الكبير" (1546) والحاكم (1/ 89 - 90 و 2/ 7) والخطيب في "الفقيه" (2/ 170 - 171) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (1/ 10)
عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي
قالا: ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنّ رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أيّ البلدان شر؟ قال: فقال "لا أدري" فلما أتاه جبريل عليه السلام قال "يا جبريل، أيّ البلدان شر؟ " قال: لا أدري، حتى أسأل ربي عز وجل، فانطلق جبريل عليه السلام ثم مكث ما شاء الله أنْ يمكث، ثم جاء فقال: يا محمد إنك سألتني: أيّ البلدان شر، فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عز وجل: أيّ البلدان شر؟ فقال: أسواقها".
وفي لفظ: أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ البلدان أحبّ إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال "لا أدري حتى أسأل جبريل" فأتاه فأخبره أنّ أحبّ البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق".
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جبير إلا بهذا الإسناد، وعبد الله بن محمد بن عقيل قد احتمل الناس حديثه"
وقال الحاكم: قد احتجا جميعاً برواة هذا الحديث إلا عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد تفرد البخاري بالاحتجاج بأبي حذيفة"
وقال أيضاً: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: زهير ذو مناكير هذا منها، وابن عقيل فيه لين"
وقال الهيثمي: رجال أحمد وأبي يعلى والبزار رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه كلام" المجمع 4/ 76
قلت: زهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني والمناكير التي وقعت في حديثه إنما هي في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة، صرّح بذلك أحمد والبخاري وغيرهما.
وهذا الحديث رواه أبو عامر وأبو حذيفة وهما بصريان عن زهير بن محمد.
ومما يؤيد ذلك أن زهير بن محمد لم ينفرد بهذا الحديث فقد تابعه قيس بن الربيع وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام عن عبد الله بن محمد بن عقيل.