يعذب في غير كبير" ثم دعا بجريدة فوضعها على قبره وقال "لعله أنْ يخفف عنه ما كانت رطبة".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2434) من هذا الطريق عن يعلي بن سيابة أنّه عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتى على قبر يعذب صاحبه، فقال "إنّ هذا كان يأكل لحوم الناس" ثم دعا بجريدة رطبة وذكر الحديث.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم إلا حماد"
وقال المنذري: رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا عاصم بن بهدلة" الترغيب 3/ 513
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وأحمد وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجال ثقات" المجمع 8/ 93
وقال في موضع آخر: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن" المجمع 9/ 7
قلت: بل إسناده ضعيف، حبيب بن أبي جبيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا عاصم بن بهدلة فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وقال الحافظ في "التعجيل": لا يعرف.
وأما عاصم بن بهدلة فهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان".
ويعلي بن سيابة هو ابن مرّة الثقفي وسيابة أمه.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص 344) عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى قبرين فقال "إنّهما ليعذبان في غير كبير أمّا أحدهما فكان يأكل لحوم الناس، وأما الآخر فكان صاحب نميمة" ثم دعا بجريدة فشقها نصفين، فوضع نصفها على هذا القبر، ونصفها على هذا القبر وقال "عسى أنْ يخفف عنهما ما داما رطبين".
وإسناده صحيح إلا أنّه اختلف على الأعمش في إسناده، فرواه غير واحد عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس.
أخرجه البخاري (فتح 3/ 467 - 468)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير