الصالحين للعمل المرضى الذي سبق سؤاله.
* * *
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) ؟
قلنا: حيث أنث أراد النفخ في ذاتها، وإن كان مبدأ النفخ من الفرج الذي هو مخرج الولد، أو جيب درعها على اختلاف القولين لأنه فرجة، وكل فرجة بين شيئين تسمى فرجاً في اللغة، وهذا أبلغ فى
الثناء عليها، لأنها إذا منعت جيب درعها مما لا يحل كانت لنفسها أمنع وحيث ذكر فظاهر.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) يدل على (أنه) يجب أن يرجعوا لأن كل ما حرم أن لا يوجد وجب أن يوجد فكيف معنى الآية؟
قلنا: معناها وواجب على أهل قرية عزمنا على إهلاكهم أو قدرنا إهلاكهم أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى الإيمان أو أنهم لا يرجعون بعد إهلاكهم إلى الدنيا، فالحرام هنا بمعنى الواجب، كذا قاله ابن عباس رضى الله عنهما ويؤيده قول الشاعر:
فإن حراماً لا أرى الدهر باكياً
على شجوة إلا بكيت على عمرو
وقد قيل لفظ الحرام على ظاهره، ولا زائدة، والمعنى ما سبق ذكره