فقال تعالى: (وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) والمؤمنون الموحدون كذلك؟
قلنا: معناه وما تشعر الأصنام متى يبعث عبادها، فكيف تكون آلهة مع الجهل؟
أو معناه وما يشعر عبادها وقت بعثهم لا مفصلا ولا
مجملا لأنهم ينكرون البعث، بخلاف الموحدين فإنهم يشعرون وقت بعثهم مجملا أنه يوم القيامة وأن لم يشعروه مفصلا.
* * *
قلنا: قد سبق مثل هذا السؤال، وجوابه في سورة الحجر في قوله تعالى: (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) .
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) وقال فى
موضع آخر: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
قلنا: معناه ومن أوزار اضلال الذين يضلونهم، فيكون عليهم وزر كفرهم مباشرة، ووزر كفر من أضلوا تسببا فقوله تعالى: (أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً)