وكما في قول العرب: اشتبه على الركب.
وجمله فما أدري من ذا ومن ذا.
* * *
قلنا: لما سووا بين الأصنام وخالقها سبحانه وتعالى في تسميتها باسمه، وعبادتها كعبادته، فقد سووا بين خالقها وبينها قطعا فصح الإنكار بتقديم أيهما كان. وإنما قدم في الإنكار عليهم ذكر الخالق.
أما لأنه أشرف، أو لأنه هو المقصود الأصلي من هذا الكلام (تنزيها له) وتكريما واجلالا وتعظيما.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى في وصف الأصنام (غير أحياء) بعد قوله تعالى: (اموات) ؟
قلنا: فائدته أنها أموات لا يعقب موتها حياة كالنطف والبيض والأجساد الميتة وذلك أبلغ في موتها، كأنه قال أموات في الحال غير أحياء في المآل، الثانى: أنه ليس وصفا لها بل لعبادها، معناه:
وعبادها غير أحياء القلوب، الثالث: أنه إنما قال غير أحياء ليعلم أنه أراد أموات في الحال، لا أنها ستموت كما في قوله تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)
* * *
فإن قيل: كيف عاب الأصنام أو عبادها بأنهم لا يعلمون وقت البعث.