قلنا: لما وصفها بما هو من صفات من يعقل وهو السجود أجرى عليها حكمه، كأنها عاقلة، وهذا شائع في كلامهم أن يلبس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكما من أحكامه إظهارا لأثر الملابسة والمقاربة، ونظيره قوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا) وقوله تعالى في وصف السماء والأرض: (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) .
* * *
قلنا: على قراءة الياء لا إشكال، لأن يوسف عليه الصلاة والسلام كان يومئذ دون البلوغ فلا يحرم عليه اللعب، وعلى قراءة النون نقول كان لعبهم المسابقة والمناضلة ليعودوا أنفسهم الشجاعة لقتال الأعداء
لا للهو، وذلك جائز في الشرع، ويعضد هذا قولهم: (إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ) وإنما سموه لعبا لأنه في صورة اللعب، ويرد على أصل السؤال أن يقال: كيف يتورعون عن اللعب وهم قد فعلوا ما هو أعظم من اللعب وأشد، وهو إلقاء أخيهم في الجب على قصد القتل.
* * *
فإن قيل: كيف اعتذر إليهم يعقوب عليه الصلاة والسلام بعذرين أحدهما قوله: (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) لأنه كان لا يصبر