زمن النبى عليه الصلاة والسلام، وبعده إلى يومنا هذا؟

قلنا: المراد به الغلبة بالحجة والبرهان لا بالدولة والصولة، وحزب

الله هم المؤمنون غالبون بالحجة أبدا.

* * *

فإن قيل: المثوبة مختصة بالاحسان فكيف قال: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ... الآية) ؟

قلنا: لا نسلم أن الثواب والمثوبة مختص بالاحسان، بل هو الجزاء

مطلقاً بدليل قوله تعالى: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)

أى هل جوزوا، وقوله تعالى: (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ)

وهو كلفظ البشارة لا اختصاص له لغة بالخبر السار بل هو عام شامل، قال الله تعالى: (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) .

* * *

فإن قيل: ما فائدة إرسأل الكتاب والرسول إلى أولئك الكثيرين الذين

قال في حقهم: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) ؟

قلنا: فائدته إلزام الحجة عليهم، الثانى: تبجيل الكتاب والرسول.

فإن الخطاب بالكتاب إذا كان عاماً، والرسول إذا كان مرسلا إلى الخلق

كلهم، كان ذلك أفخم وأعظم للرسول والمرسل.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ... الآية)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015