وأورد إمام الحرمين في "النهاية"، والرافعي في "الشرح الصغير" حديث: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث".
وفي "كفاية المعتقد" لليافعي: قال بعضهم: اليقين: اسم ورسم، وعلم، وعين، وحق. فالاسم والرسم للعوام، والعلم علم اليقين للأولياء، وعين اليقين لخواص الأولياء، وحق اليقين للأنبياء، وحقيقة حق اليقين اختص بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله: الأنبياء يطالعون بحقائق الأمور، والأولياء يطالعون بتمثالها.
وقال اليافعي أيضاً: فرق الشيخ عبد القادر الكيلاني بين ما تسمعه الأنبياء وبين ما تسمعه الأولياء، بأن وحي الأنبياء يسمى كلاماً، وإلهام الأولياء يسمى حديثاً، فالكلام يلزم تصديقه، ومن رده كفر، والحديث من رده لم يكفر.
وقال أبو عمر الدمشقي الصوفي: فرض الله على الأنبياء إظهار المعجزات ليؤمنوا بها، وفرض على الأولياء كتمان الكرامات لئلا يفتتنوا بها.
وقال أبو العباس المروزي السياري: الخَطرة للأنبياء، والوسوسة للأولياء، والفكر للعوام.
وقال النسفي في "بحر الكلام": أرواح الأنبياء تخرج من جسدها وتصير مثل صورتها، مثل المسك والكافور، وأرواح الشهداء تخرج من جسدها وتكون في أجواف طيور خضر.
ومن خصائص الأنبياء: أنهم يُنصب لهم في الموقف منابر من ذهب يجلسون عليها، وليس ذلك لأحد سواهم.
وقال سعيد بن المسيب: لا اعتكاف إلا في مسجد نبي، أخرجه النسائي من حديث قتيبة.
وفي "كرامات الأولياء" لخال ابن السُنّي عن بشر ابن الحارث: أنه ذكر عنده هذه الأحاديث في إجابة الدعاء وغيره، فقال: لست أنكر من هذا إلا شيئين: الذهب والمشي على الماء، فإنه لم يعطه إلا الأنبياء.
وقال النووي في حديث: "مامن مولود يولد إلا نخسه الشيطان إلا مريم وابنها"، ظاهر الحديث اختصاص هذه الفضيلة بعيسى وأمه، وأشار القاضي عياض إلى أن جميع الأنبياء يشاركون فيها.
وفي "حاشية الكشاف" للطيبي في قوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم) روى السلمي عن النصر آبادي: هذا التخفيف كان للأمة دون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يثقله حمل أمانة النبوة كيف يخاطب بتخفيف اللقاء للأضداد؟ وكيف يخاطب وهو الذي يقول: بك أصول، وبك أجول، ومن كان به كيف يخفف عنه أو يثقل عليه؟.
وفي "تاريخ ابن عساكر" عن أبي حاتم الرازي قال: لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمة يحفظون آثار نبيهم غير هذه الأمة.
فقال له رجل: يا أبا حاتم ربما رووا حديثاً لا أصل له.
فقال: علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم الحديث الواهي ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها.
وقال السبكي: إن من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقام معه إلى خامسة عامداً أو سلم من اثنين عامداً لم تبطل صلاته، لأنه يجوز أن يوحى إليه بالزيادة والنقصان، أما بعده صلى الله عليه وآله وسلم فمتى تابع المأموم الإمام في ذلك عامداً بطلت صلاته.
وذكر ابن العربي في "شرح السنن" من خصائصه: الانفراد في السفر وحده لأمنه من الشيطان، بخلاف غيره. وقال ابن دحية في "التنوير" خص الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بألف خصلة:
منها: صلاة الله تعالى والملائكة عليه، ومنها الرؤية والقرب والدنو، والشفاعة، والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، والبراق والمعراج، والصلاة بالأنبياء، والإسراء، وإعطاء الرضا والسؤال، والكوثر، وسماع القول وإتمام النعمة، والعفو عما تقدم وما تأخر، وشرح الصدر ووضع الوزر، ورفع الذكر وعزة النصر، ونزول السكينة وإيتاء الكتاب، والسبع المثاني، والقرآن العظيم، وأن بعثه رحمة للعالمين، والحكم بين الناس بما أراه الله، وليس ذلك لغيره من الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، حسبما نطق به القرآن العظيم، والقسم بإسمه، وإجابته دعوته، والشهادة بين الأنبياء والأمم يوم القيامة، والمحبة والخلة، وغير ذلك مما لا يحصى كثرة، انتهى.