والاستكانة دون رفع الصوت، والصياح بالدعاء. وقال تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}. قالت عائشة رضي الله عنها: أنزل ذلك في الدعاء رواه البخاري.

قال المروذي سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول ينبغي أن يسر دعاءه؛ لقوله {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}، قال هذا في الدعاء.

قال وسمعت أبا عبد الله يقول: وكانوا يكرهون أن يرفعوا أصواتهم بالدعاء. وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

وقد فسر الاعتداء بأمور منها: رفع الصوت في الدعاء، قال ابن جريج: من الاعتداء رفع الصوت، والنداء بالدعاء، والصياح، حكاه عنه البغوي في تفسيره.

وإذا كان رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء، فالتطريب به، وتشبيهه بالغناء أولى بأن يكون من الاعتداء الذي لا يحب الله فاعله. والتهليل، والتسبيح، والتحميد من أنواع الدعاء المأمور بخفض الصوت به، وهي أفضل أنواع الدعاء كما في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له». وفي جامع الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» قال الترمذي: حسن غريب، ورواه الإمام أحمد في مسنده ولفظه قال: «كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015