وأمرهم بموازرته ومكانفته ومعاونته على الحق والعمل به [1] .

(قال:) فَقَامَ النَّاسُ فَبَايَعُوا عَلِيًّا وَاسْتَقَامُوا لِقَيْسٍ إِلا رجلا يقال له:

يزيد بن الحرث، وَكَانَ مُعْتَزِلا فِي قَرْيَةٍ هُنَاكَ، فَبَعَثَ إِلَى قَيْسٍ: إِنَّا لا نُبَايِعُكَ وَلا نَنْتَزِي عَلَيْكَ فِي سُلْطَانِكَ، فَابْعَثْ عَامِلَكَ فَإِنَّ الأَرْضَ أَرْضُكَ، وَلَكِنَّا نَتَوَقَّفُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُ النَّاسِ.

ووثب مسلمة بْن مخلد الساعدي من الأنصار، فنعا عُثْمَان ودعا إِلَى الطلب بدمه، فأرسل إِلَيْهِ قيس ويحك أعليّ تثب؟ فو الله مَا أحب أن أقتلك ولي ملك مصر والشام. فكفّ فتاركه، وجبا قَيْس الخراج وليس أحد ينازعه.

وسار علي إِلَى الجمل وقيس بمصر، وصار من البصرة إِلَى الْكُوفَةِ وَهُوَ بمكانه، فكان أثقل خلق اللَّه عَلَى مُعَاوِيَةَ، فكتب إِلَيْهِ قبل خروجه إِلَى صفين «إنكم نقمتم عَلَى عُثْمَان إثرة رأيتموها وأشياء سوى ذَلِكَ أنكرتموها وأنتم تعلمون أن دمه لم يكن لكم حلالا، فركبتم عظيما وجئتم أمرًا إدًا، فأما صاحبك فقد استيقنا أنه الَّذِي ألب النَّاس عَلَيْهِ وأغراهم بِهِ وحملهم عَلَى قتله، فهو ينتفي من ذَلِكَ مرة ويقربه أخرى» . ودعاه إِلَى الطلب بدم عُثْمَان، فكتب إِلَيْهِ قَيْس: «قد فهمت كتابك، وأما قتل عُثْمَان فإني لم أقاربه ولم انظف بِهِ [2] وأما صاحبي فلم أطلع منه عَلَى مَا ذكرت، وأما مَا دعوتني إِلَيْهِ فَإِن لي فيه نظرا وفكرة، وأنا كاف (عنك) وإن يأتيك عني شيء تكرهه [3] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015