بَكْر بْن وائل. وعنزة بْن أسد بْن ربيعة على بني حنظلة أَوْ مالك بْن زَيْد مناة بْن تيم ليغيروا عليهم وعلى غيرهم من بني عَمْرو بْن تميم، وهم غارُّون، فرأى ذَلِكَ ناشب بْن الأعور بْن بشامة وهو أسير فِي بني سَعْد بْن مَالِك بْن ضبيعة بْن قَيْس بن ثعلبة فأرسل إليهم برسالة عَرّض فيها تعريضًا فهمه هُزَيل بْن الأخنس، ونهاهم عن طاعة أخيه همام بْن بشامة وقَالَ: إنه محدود، وأمرهم بركوب الدَهناء ليمتنعوا وأن يتمسكوا بما بينهم وبين بني مالك بْن زَيْد مناة، فأرسل إليهم فيما أرسل بِهِ أَنَّهُ قَدْ أورق العوسج، وتشكى النساء، يَقُولُ أنهم قَدْ تسلحوا لكم واستعدوا كما يستعد النساء بخَرْزِ الشِّكَاء، فحذرت بنو عَمْرو بْن تميم، فركبوا الدهناء وصبَّحَت اللهازم بني حنظلة، فاقتتلوا وذلك يَوْم الوقيظ.
فولد الأعور: قُدامة وإليه أوصى الأعور بْن بشامة فَقَالَ: استوص بإخوتك خيرًا، فلما مات احتوى قدامة عَلَى إبله كلها فجعلها لنفسه وإخوته من أمه، فمشى إخوته لأبيه إلى قومهم فكلموه وقالوا: منعتهم ميراث أبيهم، فَقَالَ: ما هَذَا المال لأبي. فجاءه إخوته لأبيه ليلًا وهم متسلحون فقتلوه، وجاء أخوه لأمه وأبيه خزيمة يبصره ففقأوا عينه، ثُمَّ لحقوا ببني تغلب فهم فيهم.
وقَالَ رَجُل من بني العنبر:
أبلغ خزيمة ما أغنتْ شجاعتُه ... تحت الظلام ولاقى حيَّة الوادي
ومن بني سِنان بْن جناب، ثُمَّ من بني النعمان بْن سنان: رَجُل يُقال لَهُ النعمان، وكان ضرب رأس رَجُل منهم يُقال لَهُ وارد فنبا عَنْهُ السيف فَقَالَ الفرزدق حين نبا سيفه عن رأس الأسير فعّيره جرير بذلك: