القبور، وتأتون الذكور، فقال خَالِد: اسكت قَبَّح اللَّه ما جئت به.

قال: وخوطب خَالِد فِي ابنه وقيل له: يدك تشتمل على ثلاثين ألفًا، وإنما تُجري على ابنك فِي كل يوم درهما وهو فِي طرفه [1] على ما تعلم، فقال:

دانقان لخبزه ودانقان ثمن دجاجة، ودانقان فاكهة، هَذَا قوت صالح.

قال وذكر خالد بْن صفوان رجلًا فقال: كان والله فريغ المنطق، ذلق اللسان، سهل الجرة، جزل الألفاظ، ثابت الكعدة، رقيق الحواشي خفيف الشفتين، بليل الريق، رحب السرب، قليل الحركات حسن الإشارات، حلو الشمائل، حسن الطلاوة صموتًا قؤولا يهنأ الجرب، ويداوي من الدبر، ويصيب المفاصل، لم يكن بالهذر فِي منطقه، ولا الزّمِر [2] فِي مروءته، ولا الخرق فِي خليقته.

متبوعًا غير تابع، كأنه علم فِي رأسه نار.

وذكر رجلا فقال: كان والله قراءً غير نزَّال، معطاء غير سآل، متبوعًا غير تابع.

وذكر رجلًا فقال: ما كان أفيح صدره، وأبعد ذكره، وأعظم قدره، وأعلى شرفه، وأكثر حامده مِمَّنْ لم يعرفه ومن عرفه، مع سعة الفناء، وعظم الإناء، وكرم الآباء.

وذكر رجلًا فقال: ابن الوجوه الواضحات الصباح، والعقول الراجحات الصحاح، والألسن الخطارة الفصاح، والأنساب الكريمة الصراح، والصدور الرحيبات الفساح والمكارم الثمينة الرباح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015