أَهْل دنيا، وَإِذَا افترقنا كُنَّا أَهْل آخرة.
المدائني قال: قال حَفْص بْن مُعَاوِيَة بْن عمرو الغلابي: قلت لخالد:
يا أَبَا صفوان إني لأكره أن تموت وأنت من آيس أَهْل البصرة فلا يبكيك إلا الإماء. قال: فابغني امْرَأَة، قلت: صفها لي أطلبها. قال: أريدها بكرًا كثيب أو ثيبًا كبكر لا صرعا صغيرة ولا مسنَّة كبيرة لم تقرأ فتحنن [1] ولم تفت فتمحن، قد نشأت فِي نعمة وأدركتها خصاصة فأدبها الغنى، وأذلها الفقر، حسبي من جمالها أن تكون فخمة من بعيد، مليحة من قريب وحسبي من حسبها أن تكون واسطة في قومها ترضى مني بالسنة، إن عشت أكرمتها وإن مت أورثتها، لا ترفع رأسها إِلَى السماء بطرًا، ولا تضعه إِلَى الأرض سقوطًا. فقلت: يا أَبَا صفوان الناس فِي طلب هَذِهِ مذ زمان طويل فما يقدرون عليها.
وكان خَالِد يقول: ما الْإِنْسَان لولا اللسان إلا بهيمة مهملة، أو صورة ممثلة.
وقال الهيثم بْن عدي وأبو الْحَسَن المدائني: بينما خَالِد بْن صفوان فِي المسجد بالبصرة، إذ جلس إليه أعرابي من بني العنبر، فقال خَالِد لأصحابه: خير النساء امْرَأَة قد احتنكت فِي سنها واستحكم رأيها، خميص بطنها، طويل جيدها حسن ليتها، عظيم بوصها [2] ، تملأ كف قرينها باللعب الجميش [3] . فقال العنبري: دع عنك من استحكم رأيها، وعليك