قُرَيْش ونسابها، وكانت لَهُ صحبة، وقتل ابنه مُحَمَّد بْن أَبِي الجهم بْن حُذَيْفَة يَوْم الحرة، وَكَانَ أَبُو بَكْر بْن عَبْدِ اللَّهِ، ويقال ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الجهم فقيها.
وَقَالَ الْكَلْبِيّ: ولد صخير بْن أَبِي الجهم بالكوفة مقيمون بِهَا، وَكَانَ صخير يطعم الطعام، وغير الْكَلْبِيّ يَقُول: سحيم.
وجلد عُمَر بْن الْخَطَّابِ أبا الجهم بْن حُذَيْفَة ثمانين جلدة فِي شهادته مَعَ عقيل بْن أَبِي طالب ومخرمة بْن نَوْفَل عَلَى زناء أم المسيب، وقد كتبنا هَذِهِ القصة فِي نسب بني مخزوم.
وسمعت من يذكر أن اسم أَبِي جهم عبيد. وَهُوَ قول الْوَاقِدِيّ أَيْضًا.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: قدم الْمَدِينَة فابتني بِهَا دارا فِي آخر زمن مُعَاوِيَة.
وَقَالَ أَبُو اليقظان: كَانَ أَبُو جهم بْن حُذَيْفَة بْن غانم شرسا وَكَانَ قد بقي إِلَى بعد أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة، وَكَانَ أَبُو الجهم يَقُول: أعنت عَلَى بناء الكعبة مرتين، مرة حين بنيت فِي الجاهلية قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخرى حين بناها ابْن الزُّبَيْر، وَكَانَ حين بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسعى عَلَيْهِ هُوَ وعُمَر بْن الْخَطَّابِ، ثُمَّ رزق اللَّه عمر الإِسْلام، وبقي أَبُو الجهم حَتَّى أسلم فِي فتح مَكَّة، فذكروا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بخميصتين إحداهما معلمة والأخرى غير معلمة، فبعث بالتي لا علم لها إِلَى أَبِي الجهم، ولبس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المعلمة وصلى فِيهَا، فلما رأى علمها بعث بِهَا إِلَى أَبِي الجهم، وَكَانَ لَهُ بنون أشداء، وَكَانَ يجلس فِي مجلسه فِي أيام عمر هُوَ وعقيل بْن أَبِي طالب، ومخرمة بْن نَوْفَل الزُّهْرِيّ، فما يكاد يمر بهم رجل من قُرَيْش إِلا ثلبوه، وَقَالُوا: كَانَتْ جدته كَذَا وأمه كَذَا فبلغ عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ففرق بينهم.