فُلانٌ ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ. قَالَ: فِيمَ ضَرَبْتَهُ؟ فَلَمْ يَأْتِ بِحُجَّةٍ فَقَالَ: قُمْ فَاقْتَصَّ مِنْهُ فافتدي مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ كُلَّ سَوْطٍ دِينَارَيْنِ.
حَدَّثَنِي أبو عمر الدوري، ثنا عباد بن عَبَّادٌ عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: تَعَلَّمُوا إِعْرَابَ الْقُرْآنِ كَمَا تُعَلَّمُونَ حِفْظَهُ.
وَحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ عَنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَعْرَبَهُ فَمَاتَ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرُ شَهِيدٍ.
حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَعُسُّ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَلا يَرَى فِيهِ أَحَدًا إِلا أَخْرَجَهُ إِلا رَجُلا قَائِمًا يُصَلِّي، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: نَفَرٌ مِنْ أَهْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: مَا خَلْفَكُمْ بَعْدَ الصَّلاةِ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ. فَجَلَسَ مَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ لأَدْنَاهُمْ: خُذْ فِي الدُّعَاءِ فَدَعَا فَاسْتَقْرَأَهُمْ رَجُلا رَجُلا حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ وَأَنَا بِجَنْبِهِ فَقَالَ:
هَاتِ. فَحُصِرْتُ وَأَخَذَنِي أَفْكَلٌ [1] فَقَالَ: قُلْ وَلَوْ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا. قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ فِي الدُّعَاءِ فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَكْثَرَ دَمْعَةً وَلا أَشَدَّ بكاء منه، ثم قال: تفرقوا الان.