قَالُوا: وكانت عند طَلْحَة بْن عُمَرَ بْن عُبَيْد اللَّهِ فاطمة بِنْت الْقَاسِم بْن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر ذي الجناحين بْن أَبِي طالب، فولدت لَهُ إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَةَ، وَكَانَ خيرا نبيلا، ذا جلالة، وكانت فاطمة قبله عند حمزة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْر، وكانت بارعة الجمال، فلما احتضر أوصاها بألا تتزوج طَلْحَة بْن عُمَرَ بْن عُبَيْد اللَّهِ، وأحلفها عَلَى ذَلِكَ فحلفت أَلا تتزوجه بصدقة مالها، وعتق رقيقها، فلما مات حمزة خطبها طَلْحَة وَكَانَ جميلا بهيا، فأعلمته مَا حلفت بِهِ، فضمن لها أن يعطيها إذا تزوجته وحنثت بكل شَيْء شيئين، فتزوجت بِهِ، ووفى لها فأعطاها، عشرين ألف دينار، ومهرها أربعين ألف دينار، فولدت لَهُ إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَةَ، ورملة بِنْت طَلْحَة، فزوج طَلْحَة بْن عُمَرَ ابنته رملة إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى مائة ألف دينار، وكانت فائقة الجمال فَقَالَ إِسْمَاعِيل بْن يسار النساء لطلحة بْن عُمَرَ: أنت أتجر النَّاس، تزوجت فاطمة بِنْت الْقَاسِم عَلَى أربعين ألف دينار، وأعطيتها ليمينها عشرين ألف دينار، فولدت لك إِبْرَاهِيم، ورملة، فزوجت رملة بمائة ألف دينار وربحت إِبْرَاهِيم وأربعين ألف دينار، وَكَانَ يقال: إذا رأيت إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَة بْن عُمَرَ بْن عُبَيْد اللَّهِ، وإعظام قُرَيْش لَهُ ظننت أنهم عبيد لَهُ، وَكَانَ عظيم الشأن كثير الأتباع، وسقط سوطه فابتدره ثلاثون من أهل بيته حَتَّى أخذه من أخذه منهم، وناوله إياه فوصلهم. وَكَانَ كثير الغاشية والأتباع يمر فِي طريقه إِلَى المسجد فلا يتجاوزه أحد من قُرَيْش وغيرها بل يتزاحمون خلفه، ومات إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَةَ وله ستون سنة، واقتسم ولده ميراثه، فأصاب كُلّ ذكر منهم مال جسيم.
وَقَالَ أَبُو اليقظان: كره الْوَليِد بْن عَبْدِ الملك تزوج طَلْحَة بن عمر