لا يدرك أحد حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَدَعَ الْمِرَاءَ فِي الْحَقِّ، والكذب والمزاح.
ومات الزُّهْرِيّ فِي مال لَهُ لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة، وَهُوَ ابْن اثنتين وسبعين سنة، وأوصى أن يدفن عَلَى قارعة الطريق.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ مِنَ الْعِلْمِ مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَن وهب عَن حَمَّاد بْن أَيُّوبَ قَالَ: مَا رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الزُّهْرِيّ.
حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْن همام عَن معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كنا نكره أن يكتب عنا العلم، حَتَّى أكرهنا عَلَيْهِ هَؤُلاءِ الأمراء فرأينا أَلا نمنعه أحدا من الْمُسْلِمِينَ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ معمر قَالَ:
كنا نرى أنا قد أكثرنا عَن الزُّهْرِيّ حَتَّى قتل الْوَليِد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب.
حدثني محمد بن سعد، ثنا سفيان بن عينية قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْر الهذلي- وَكَانَ قد جالس الحسن، وَابْن سيرين، فذكر بعض حديث الزُّهْرِيّ- فَقَالَ: لم أر مثل هَذَا قط- يعني الزُّهْرِيّ-.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن معين، ثنا عَبْد الرَّزَّاقِ، أنبأ معمر قَالَ: قيل للزهري زعموا أنك لا تحدث عَن الموالي؟ فَقَالَ: إني لأحدث عنهم، ولكني إذا وجدت أبناء المهاجرين والأنصار فما أصنع بغيرهم؟