لَهُ المهرجان فدخل البصرة عَلَيْهِ فِي ليلتين أو ثلاث. فَقَالَ يوما وَهُوَ بالبصرة: لَقَدْ سرت عَلَى المهرجان إِلَى البصرة فدخلتها فِي ليلتين أو قَالَ ثلاث، فَقَالَ لَهُ بَعْضهم: هَذَا المهرجان، فلو ركبت النوروز لَمْ تسر ليلة حَتَّى تدخلها.
حَدَّثَنَا خلف بْن سالم وَأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ قالا، ثنا وهب بْن جَرِير عَنْ أَبِيهِ عَنْ صعب بْن زيد وغيره قالوا: خرج أَبُو فديك بالبحرين فبعث إِلَيْهِ خَالِد أخاه أمية فهزم، فبعث إِلَيْهِ عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن معمر فقتله، وقالوا: هزم أَبُو فديك أمية، وهزم قطري عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ بالأهواز بعد ذَلِكَ وفضحه، فَقَالَ الفرزدق:
كُل بَنِي السوداء قَدْ فر فرة ... فلم تبق إلا فرة عِنْدَ خَالِد
فضحتم قريشا بالفرار وأنتم ... لدى الحرب أنكاس قصار السواعد [1]
قَالَ الهيثم: هزم أَبُو فديك أمية بْن عَبْد اللَّهِ، فندب عَبْد الْمَلِكِ عمر بْن عبيد اللَّه بْن معمر وضم إِلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عضاه الأشعري، ومعه وجوه أَهْل الشام، وقدم الْكُوفَة فأجلسه بشر عَلَى سريره وأكرمه، فسار فواقع أبا فديك فانهزم أَهْل البصرة، وقاتل فِي أَهْل الشام والكوفة فقتل أبا فديك.
وَكَانَ لقاؤه إياه بالبحرين، وَكَانَ أَبُو فديك فِي اثني عشر ألفا. وَكَانَ عَلَى جند البصرة عباد بْن الحصين، ونصب رأس أَبِي فديك في رحبة البصرة.