أقتيبة بْن مسلم؟ فَقَالَ: نعم، قَالَ: تقدم، وَكَانَ الحجاج قد يئس من الحياة فلما جاءه هؤلاء اطمأن وقد كَانَ هم باللحاق بعَبْد الْمَلِكِ عَلَى كل حال، ثُمَّ أتاه سبرة بْن علي الكلابي فسلم وانتسب، فَقَالَ لَهُ خيرا، ثُمَّ جاء سعيد بْن أسلم بْن زرعة الكلابي فسلم عَلَيْهِ، فَقَالَ: هاهنا ادن مني، وأتاه جعفر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأزدي فسلم ثُمَّ انتسب، فَقَالَ لَهُ: قف مكانك أما والله لنعم القوم قومك، وأرسل إليه مسمع بن مالك بْن مسمع إن شئت أتيتك، وإن شئت أقمت فثبطت النَّاس عنك، فبعث إِلَيْهِ: أن أقم فثبطهم.

فلما رأى الحجاج إنه قد اجتمع إِلَيْهِ عدد يمتنع بمثله خرج إليهم، فكتبهم وعبأهم، وجعل لهم حرسا، وتحارس الآخرون أيضا، وتلاحق النَّاس بالحجاج فلما أصبح وطلعت الشمس نظر فإذا حوله نحو من ستة آلاف وذلك الثبت، وقوم يقولون ألف وستمائة، وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الجارود لعبيد اللَّه بْن زياد بْن ظبيان: مَا الرأي؟ قَالَ: تركت الرأي أمس حين قَالَ لك الغضبان تعش بالجدي قبل أن يتغدى بك وقد ذهب الرأي وبقي الصبر فدعا ابْن الجارود بدرع فلبسها مقلوبة فتطير، وحرض الحجاج أصحابه وَقَالَ: لا يهولنكم مَا ترون من كثرة عدد عدوكم فإنه ليس بكم بحمد اللَّه قلة ولا ذلة، فشدوا عليهم يتطايروا تطاير الأجم [1] المنفر، إنهم أخور من اليراع وإن صدقتموهم الضرب سألوكم الأمان، فتزاحف القوم وعلى ميمنة ابْن الجارود الهذيل بْن عمران، وعلى ميسرته عبيد اللَّه بْن زياد بْن ظبيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015