قالوا: وأتى الحجاج مالك بْن مسمع فَقَالَ إني قد أخذت لك من النَّاس أمانا فجعل الحجاج يرفع صوته ليسمع الناس فيقول: والله لا أو منهم أبدا حَتَّى يأتوا بالهذيل وعَبْد اللَّهِ بْن حكيم فإنهما سعرا هذه الفتنة، ودعا الحجاج ابن الغرق مولاه فَقَالَ لَهُ: ائت عبيد بْن كعب النميري فقل لَهُ وَكَانَ عَلَى خمس أهل العالية: هلم إلي فامنعني فَقَالَ: قل لَهُ: إن أتيتني منعتك، فَقَالَ: لا والله ولا كرامة. وبعثه إِلَى مُحَمَّد بْن عمير بْن عطارد بْن حاجب بْن زرارة بْن عدس فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِكَ، فَقَالَ ابْن عمير: إن أتاني منعته، فَقَالَ: إنه لا يأتيك ولكنك تأتيه فِي قومك، فَقَالَ: لا ناقة لي فِي هذا الأمر ولا جمل، ثُمَّ أرسل إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن حكيم المجاشعي، وهو رأس تميم، يسأله النصر فَقَالَ مثل قول أصحابه: يأتيني. وَقَالَ لَهُ سحيم بْن شعيب الحنفي: إن شئت أخذت لك أمانا ولحقت بصاحبك فلم يجبه الحجاج بشيء، وَقَالَ: إن تكلم أو تحرك فاضربوا عنقه، ثُمَّ تكلم الحجاج رافعا صوته فَقَالَ: إن هؤلاء القوم أرسلوا إلي يطلبون مني الأمان، ولا والله لا أؤمنهم فلم ينطق الحنفي وجلس.

قالوا: ومر عباد بْن الحصين الحبطي بابن الجارود والهذيل بْن عمران وعَبْد اللَّهِ بْن حكيم وهم يتناجون فَقَالَ: أشركونا فِي نجواكم، فَقَالُوا:

هيهات أن يدخل فِي نجوانا أحد من بني الحبط، فغضب وصار إِلَى الحجاج فِي مائة، فَقَالَ لَهُ الحجاج: أعلي أم لي؟ فَقَالَ: لك أيها الأمير، فَقَالَ الحجاج: مَا أبالي من تخلف بعدك، وتخاذل النَّاس وسعى قتيبة بْن مسلم فِي أعصر وَقَالَ: والله لا أدع قيسيا عَلَى الحجاج يقتل وينتهب ماله وأظاهر ابْن الجارود عَلَيْهِ، فأقبل فِي نحو من ثلاثين فسلم عَلَى الحجاج بالإمرة، فَقَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015