حَدَّثَنِي ابْن أَبِي شيخ الكوفي عَن عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى قَالَ: بلغني أن عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان قَالَ للحجاج: إنه ليس أحد إلا وهو يعرف عيبه، فعزمت عليك لما خبرتني بما فيك من العيوب، فَقَالَ: أنا حسود حقود لجوج قَالَ: حَسْبُك فما فِي الشيطان إلّا دون هذه الخلال.
الْمَدَائِنِيّ عَن علي بْن مجاهد قَالَ: حبس عَبْد الْمَلِكِ يَحْيَى بْن سعيد بْن أَبِي العاص بعد قتل أخيه أربعين يوما، ثُمَّ دعا بِهِ فاستشار من حضره فِي أمره، فَقَالَ بعضهم: أقتله، وَقَالَ بعضهم من عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّهِ بْن مسعدة بْن حكمة الفزاري: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إن لَهُ رحما وقرابة والعفو أقرب للتقوى، فمن عَلَيْهِ وسيره إِلَى عدوك فلعل اللَّه يكفيك إياه بخيل من خيلك، فلحق بعَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْرِ، فقال له: إنّ أخاك كان سيئ البلاء عندي فالحق بمصعب، فلحق بالعراق فولده بالكوفة وواسط.
حدّثني عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ عَنِ الْحِزَامِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: وَفَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَأَهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَلْطَافِ الْمَدِينَةِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بِأَلْطَافِ وَكِسِيٍّ وَفَرَسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيُعْسُوبُ، وَكَانَ قُتِلَ عَنْهُ، فَقَبِلَ الْهَدَايَا، وَرَدَّ الْفَرَسَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْزِمُ عَلَيْهِ لَيُخْبِرَنَّهُ لِمَ رَدَّ الْفَرَسَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا كُنْتُ لا قدم عَلَى قَوْمِي بِأَسْلابِهِمْ.
قالوا: وَقَالَ عَبْد الْمَلِكِ لأسماء بْن خارجة: زدني من صفة مذاهبك وأخلاقك، قَالَ: مَا شتمت رجلا قط، ولا شتمني إلا حلمت عنه إن كَانَ كريما، فأنا أولى من غفر زلته، وإن كَانَ لئيما لم أجعل عرضي خطرا لَهُ، فَقَالَ: أحسنت والله مَا شئت.