تزنني وإياك بِذَلِكَ ونحن غلمان، فضحك عَبْد الْمَلِكِ.
الْمَدَائِنِيّ عَن بشر بْن أَبِي عيسى قَالَ: قَالَ عَبْد الْمَلِكِ للأبرش الْكَلْبِيُّ- واسمُه سَعِيد بْن الْوَلِيد بْن عَبْدِ عَمْرو- وهو يتغدى مَعَهُ: يَا أبرش إن أكلك لأكل معدي. قَالَ: تأبى ذَلِكَ قضاعة.
حَدَّثَنِي العباس بْن هِشَام الْكَلْبِيّ عَن أبيه قَالَ: أصحب عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان ذبيان بْن نعيم بْن حصين بْن سعدانة الْكَلْبِيّ، أخاه عَبْد العزيز، حين شخص إِلَى مصر، فرأى منه جفوة فكتب إِلَى عَبْد الْمَلِكِ.
أبلغ أَمِير المؤمنين ودونه ... فراسخ تطوي الطرف وهو حديد
بأني أرى عَبْد العزيز مؤخرا ... يقدم قبلي راسب وسعيد
وقد كنت أدنى فِي القرابة منهما ... وأشرف إن كنت الشريف تريد
فكتب إِلَيْهِ عَبْد الْمَلِكِ فِي أمره، فبره وسهل أذنه وأدنى مجلسه.
الهيثم عَن ابْن عياش عَن أبيه قَالَ: سمعت عَبْد الْمَلِكِ يقول لعَبْد اللَّهِ بْن مسعدة الفزاري: إن أفضل النساء السواحر اللاتي يقول أَهْل الرجل: قد سحرنه، وغلبن عَلَى عقله.
الْمَدَائِنِيّ قَالَ: بينا بنو عَبْد الْمَلِكِ عنده إذ مد الوليد رجله فِي حجر أخيه عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْمَلِكِ، فنبذها وَقَالَ: اقبض رجلك، فَقَالَ الوليد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ألا ترى إِلَى ابْن البربرية؟ فَقَالَ عَبْد اللَّهِ: أجل والله، إني لابن البربرية، وإنها لابنة أملاك كرام، وليست كأمك ابنة الأعرابي الجلف البائل عَلَى عقبيه، فَقَالَ الوليد: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ألا تسمع؟ فقال عبد الملك: إيها الآن اعرضا عَن هذا، فكفا.