قَالُوا: وبلغ ابْن مطيع إجماع المختار بالخروج فأخبر إياسًا بِذَلِكَ وَهُوَ عَلَى شرطه، فخرج إياس فِي الشرط، وبعث ابنه راشد إِلَى الكناسة وأقبل يسير حول السوق فِي الشرط، وأشار عَلَى ابْن مطيع أَن يبعث إِلَى كُل جبانة عظيمة رجلا من ثقاته فِي جَمَاعَة من أهل الطاعة لَهُ، فوجه ابْن مطيع عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعِيد بْن قَيْس الهمداني إِلَى جبانة السبيع فَقَالَ: أكفني قومك، وبعث كعب بْن أَبِي كعب الخثعمي إِلَى جبانة بشر بْن ربيعة الخثعمي، وبعث زحر بْن قَيْس الجعفي إِلَى جبانة كندة، وبعث شمر بْن ذي الجوشن الكلابي إِلَى جبانة سالم، وبعث عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مخنف إِلَى جبانة مراد، وأمر كُل امرئ مِنْهُم أَن يتحفظ ويحكم أمره وَمَا يليه، وبعث شبث بْن ربعي إِلَى السبخة، فخرج إِبْرَاهِيم بْن الأشتر إِلَى المختار ليلة الأربعاء فِي جَمَاعَة عظيمة عَلَيْهِم الدروع وَهُمْ متقلدو السيوف وَقَدْ كفروا الدروع بالأقبية، وستروا السيوف، وفيهم شراحيل وابنه عامر بْن شراحيل الشَّعْبِيُّ، وَقَالَ الشَّعْبِيُّ:
كَانَ إِبْرَاهِيم فتى حدثا شجاعًا لا يكره أَن يلقى أحدًا من أَصْحَاب ابْن