كأنهم من مقعص ومقصد ... وداحض بالرجل منه واليد
من السواري وطريق الْمَسْجِد ... أعجاز نخل النيط «1» والمسنّد
إذ خر مَسْعُود وَلَمْ يوسد
وَقَالَ جَرِير أيضًا «2» :
سائل ذوي يمن إِذَا لاقيتهم ... والأزد إذ ندبوا لنا مسعودا
لاقاهم عشرون ألف مدجج ... متسربلين دلامصا «3» وحديدا
فلغادروا مسعودهم متجدلا ... قَدْ أودعوه «4» جنادلا وصعيدا
1064- قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ قوم: انصرف مَسْعُود من عيادة صديق لَهُ فلما كَانَ بموضع من بَنِي تميم عرض لَهُ خارجي فقتله وَذَلِكَ بهت وباطل، وَقَالَ قوم: لما صعد مَسْعُود «5» المنبر وأغفل النَّاس الخوارج خرجوا من السجن ودخلوا الْمَسْجِد لا يلقون أحدًا إلا قتلوه حَتَّى قتلوا مسعودًا في المسجد في اثني عشر من قومه ثُمَّ ظهروا «6» إِلَى الأهواز، وأقبل قوم من بَنِي منقر فاحتملوا مسعودًا «7» إِلَى دورهم ثُمَّ مثلوا بِهِ، وَذَلِكَ باطل أيضًا.
1065- وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لما قتل مَسْعُود ولت الأزد رئاستها زِيَاد بْن عَمْرو بْن الأشرف العتكي ثُمَّ خرجوا من الغد، وخرجت ربيعة وعليها مَالِك بْن مسمع يطلبون بدماء من أصيب منهم، وعبّئوا «8» عَبْد القيس وألفافها من أهل هجر وعليهم الحكم بن مخرّبة «9» ميسرة، وعبّئوا بكرًا وألفافها من عنزة والنمر «10» وعليهم مَالِك بن مسمع ميمنة،