فَقَالَ: مَا كَذَا يَزْعُمُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَتَوَارَتِ امْرَأَتُهُ عِنْدَ النِّسَاءِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَا فُلانُ كَيْفَ قُوَّتُكَ عَلَى الْجِمَاعِ؟ فَقَالَ: مَا أَشَاءُ أَنْ أَفْعَلَ إِلا فَعَلْتُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: كَذَبَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الشَّيْخُ: أَقِلْنِي هَذِهِ الْكِذْبَةَ، فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ وَقَالَ: أَنَا أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَمَرَهُ فَانْصَرَفَ، وَعَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ بِرِّهِ وَصِلَتِهِ.

157- قَالُوا: وَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ رُومِيٌّ لَمْ يُرَ قَطُّ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَدَعَا مُعَاوِيَةُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَطَالَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِقَيْسٍ: أَعْطِهِ سَرَاوِيلَكَ، فَلَبِسَهَا الرُّومِيُّ فَكَادَتْ تَبْلُغُ عُنُقَهُ، فَقَالَ: اتْرُكْهَا عَلَيْهِ، فَتَرَكَهَا، وَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ لِقَيْسٍ بِسَرَاوِيلَ مِنْ سَرَاوِيلاتِهِ فَوَجَدَهُ قَصِيرًا عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّمَا أَمَرْتَ لِي بِتُبَّانٍ، يُعَيِّرُهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:

أَمَّا قُرَيْشٌ فَأَشْيَاخٌ مُسْرَوْلَةٌ ... وَالْيَثْرِبِيُّونَ أَصْحَابُ التُّبَّابِينَ

فَقَالَ قيس:

تلك اليهود التي تغنى «1» بِقَرْيَتِنَا ... أَضْحَتْ قُرَيْشٌ هُمْ أَهْلُ السَّخَاخِينَ «2»

158- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى عَلَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فِي بُرْنُسٍ أَسْوَدَ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: قَدِمَ الشيخ لأوليه وو الله لا وَلَّيْتُهُ.

159- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْعِجْلِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لا يَزَالُ يَكُونُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَرْوَانَ الشَّيْءُ فَتَقْهَرُهُ وَتَسْتَعْلِيهِ وَتَظْفَرُ بِهِ، فَقَالَ ابْنُ «3» عَامِرٍ: إِنَّهُ يَجِدُنِي عَضَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إنّك لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015