131- المدائني عن عبد الله بن فائد قال: تَمَضْمَضَ مُعَاوِيَةُ يَوْمًا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ فَاسْتَرْجَعَ، وَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنَا أَنَّهَا كَانَتْ بِغَيْرِكَ لِعِظَمِ الأَجْرِ لَكَ، وَمَا بَلَغَ رَجُلٌ مَبْلَغَكَ مِنَ السِّنِّ إِلا زَايَلَهُ بَعْضُ مَا كَانَ مُشْتَدًّا «1» مِنْهُ.

132- الْمَدَائِنِيُّ عَنِ الْوَقَّاصِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ:

بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنْتَقِصُنِي، فَمَاذَا نَقِمْتَ فِيهِ عَلَيَّ؟ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي أُقَاتِلُ عَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ وَأَجْبِي فَيْئَهُمْ وَأُعْنَى «2» بِأُمُورِهِمْ وَأَصِلُ وَافِدَهُمْ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَنَشَدْتُكَ اللَّهَ أَتُذْنِبُ؟

قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا جَعَلَكَ أَحَقُّ بِرَجَاءِ الْمَغْفِرَةِ مِنِّي؟ قَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.

133- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ قَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ إِنِّي لَمْ أُشْرِكْ فِي دَمِ عُثْمَانَ فَقَالَ: بَلَى لَقَدْ شَرَكَ فِي دَمِهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدَ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ: الرَّجُلُ كَانَ أَعْلَمَ بِنَفْسِهِ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنْتَ أَيْضًا قَدْ شَرَكْتَ فِي دَمِهِ بِطَعْنِكَ عَلَيْهِ وَخُذْلانِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَنْهَى عُثْمَانَ عَمَّا قِيلَ فِيهِ وَكُنْتَ تَأْمُرُهُ بِهِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الأَمْرُ وَالْتَقَتْ حَلَقَتَا الْبِطَانِ كَتَبَ إِلَيْكَ يَسْتَنْصِرُكَ، فَأَبْطَأْتَ عَنْهُ حَتَّى قُتِلَ.

134- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَامِلُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِصْرِ مِنَ الأَمْصَارِ «3» إِذَا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ يَكْتُبْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟

فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، وَيُقَالُ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ، كِتَابًا لَطِيفًا وَرَمَى بِهِ في الكتب وكان فيه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015