35- قالوا: ومضى الحسين إلى قصر بني مقاتل [1] فنزل بِهِ، فَإِذَا هُوَ بفسطاط مضروب فسأل عن صاحبه فقيل له: (صاحبه) عبيد اللَّه بْن الحر الْجُعْفِيّ فبعث إِلَيْهِ رسولا يدعوه، فَقَالَ للرسول: إني والله مَا خرجت من الْكُوفَة إِلا كراهة أن يدخلها الْحُسَيْن وأنابها!!! فَإِن قاتلته كَانَ ذَلِكَ عند اللَّه عظيما، وإن كنت مَعَهُ كنت أول قتيل في غير غناء عنه، وو الله لا أراه ولا يراني.
(فرجع الرسول وأخبره بما قال) فانتعل الْحُسَيْن وأتاه فدعاه إِلَى الخروج مَعَهُ. فأعاد عليه القول الذي قاله لرسوله!! [فَقَالَ الْحُسَيْن: فَإِذَا امتنعت من نصرتي فلا تظاهر علي.] فَقَالَ: أما هَذَا فكن آمنا منه.
ثُمَّ إنه أظهر الندم عَلَى تركه نصرة الْحُسَيْن، وَقَالَ فِي ذَلِكَ شعرًا سنكتبه في موضعه إن شاء الله تعالى [2] .