وَغَيْرِهِ، قَالَ: أَوْصَى عَلِيٌّ: هَذَا مَا وَقَفَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوْصَى بِهِ أَنَّهُ (أ) وقف أرضه القا (ئمة) بَيْنَ الْجَبَلِ وَالْبَحْرِ أَنْ يُنْكَحَ مِنْهَا الأَيِّمُ، وَيُفَكَّ الْغَارِمُ، فَلا تُبَاعُ وَلا تُشْتَرَى وَلا تُوهَبُ حَتَّى يَرِثَهَا اللَّهُ الَّذِي يَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَأُوصِي إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ غَيْرَ طَاعِنٍ عَلَيْهِ فِي بَطْنٍ وَلا فَرْجٍ.
«558» قَالُوا: وَأَوْصَى أَنْ يَقُومَ فِي أَرْضِهِ ثَلاثَةٌ مِنْ مَوَالِيهِ وَلَهُمْ قُوتُهُمْ، وَإِنْ هَلَكَ الْحَسَنُ قَامَ بِأَمْرِ وَصِيَّتِي الأَكْبَرُ فَالأَكْبَرُ مِنْ وَلَدِي مِمَّنْ لا يُطْعَنُ عَلَيْهِ [1] .
«559» قَالُوا: وَكَانَ ابْن ملجم رجلا أسمر حسن الوجه أبلج، شعره من شحمة أذنيه، مسجدا- يعنون أن فِي وجهه أثر السجود- فلما فرغ من أمر علي ودفنه، أخرج إِلَى الحسن ليقتله، فاجتمع الناس وجاؤا بالنفط والبواري والنار فَقَالُوا: نحرقه. فَقَالَ ولده وعبد اللَّه بْن جعفر دعونا نشف أنفسنا منه. فقالت أم كلثوم بنت علي: يَا عدو اللَّه قتلت أمير الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: لو كَانَ أمير الْمُؤْمِنِينَ مَا قتلته. ثُمَّ بدر عبد الله بن جعفر فقطع يديه ورجليه وَهُوَ ساكت لا يتكلم ثُمَّ عمد إِلَى مسمار محمي فكحل بِهِ عينيه فلم يجزع وجعل يقول: كحلت عمك بملول له مضّ [2] (بملمول ممضّ «خ» ) ، ثُمَّ قرأ: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» حتى فرغ مِنْهَا وعيناه تسيلان، ثُمَّ عولج عَن لسانه ليقطع فجزع ومانعهم فقيل لَهُ: أجزعت؟ قَالَ: لا ولكني أكره أن أبقى فواقا- أو قال: رفغا [3]- لا أذكر الله فيه بلساني.