فِي ذَلِكَ فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِيَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَ [1] فَكُنْتُ فِيمَنْ رَضِيَ فَلَمْ يُفَارِقِ الدُّنْيَا حَتَّى رَضِيَ بِهِ مَنْ كَانَ كَرِهَ فَأَقَامَ الأمر على منهك (كذا) صَاحِبَيْهِ، يَتَّبِعُ آثَارَهُمَا كَاتِّبَاعِ الْفَصِيلِ أُمَّهُ، وَكَانَ وَاللَّهِ رَحِيمًا لِلضُّعَفَاءِ نَاصِرًا لِلْمَظْلُومِينَ شَدِيدًا عَلَى الظَّالِمِينَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ لا يَأْخُذُهُ فيه لَوْمَةُ لائِمٍ ضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ حتى كنا نظنّ ان ملكا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ [2] ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بجبرئيل في غلظته في (كذا) الأَعْدَاءِ وَلِلْغَيْظِ عَلَى الْكُفَّارِ فَمَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبُّهُمَا ولكنه (كذا) وإن مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَى الْقَائِلِ مَا قَالَ لِعَاقِبَتِهِ فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي الْعُقُوبَةُ قَبْلَ التَّقْدِمَةِ، فَمَنْ أَتَيْتُ بِهِ يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي.

حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ أبيه، عن أبي بكر ابن عياش، عن أبي حصين بمثله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015