كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

ولم يتربع في واسط فجنوبه ... إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضر

بلى نحن كنا أهلها فأزالنا ... صروف الليالي والجدود العواثر

وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بذاك البيت والخير ظاهر

وقال أيضا [1] :

يا أيها الناس سيروا إن نظركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا

كنا أناسا كما كنتم فأسلمنا ... دهر فأنتم كما كنا تكونونا

حثوا المطي وأرخوا من أزمتها ... قبل الممات وقضوا ما تقضونا

وقال بعضهم [2] :

واد حرام طيره ووحشه ... نحن ولاته فلا نغشه

وابن مضاض قائم يمشه ... يأخذ ما يهدي له يفشه

ونزلت حضر موت مكانها من ناحية اليمن.

وقال هشام بن الكلبي: تزوج مرتع بن معاوية بن ثور- وثور هو كندي، وإليه تنسب كندة- امرأة من حضر موت. واشترط أبوها عليه أن لا يتزوج سواها، وأن لا تلد إلا في دار قومها. فلم يف بشرطه. فتحاكموا إلى الأفعى بن الحصين الجرهمي- ويقال إنه الأفعى بن الحصين بن تميم بن رهم ابن مرة بن أدد بْن يشجب بْن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ بْن يشجب ابن يعرب بن قحطان. وكانت العرب تتحاكم إليه، وثبتوا عنده الشرط الذي كان شرط. فقال الأفعى: «الشرط أملك» . وهو أول من قالها. فأخذ الحضرميون الامرأة وابنها من مرتع، واسمه مالك. فقال مرتع: أما مالك، ابني، فصدف عني. فسمى الصدف. فمن كان من ولد مالك الصدف بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015