وإن يفن ما تعطيه في اليوم أو غد … فإنّ الذي أعطيك يبقى على الدّهر

597 - حدثني الشيخ الصالح أوحد الدين الكرماني (?) قال: كان بهراة (?) رجل (?) قد خصّه الله بتشبيه الخطوط، وحكاية خطّ من شاء، قال: فكتب هذا الرّجل توقيعا عن السّلطان شهاب الدّين الغوريّ (?)، صاحب هراة إلى النّواب بها بمبلغ خمس مئة دينار لنفسه، وحكى خطّ الكاتب، وتوقيع السّلطان، وأحضره إلى النّواب، فلمّا وقف النائب عليه قبّله وقبله بالسّمع والطّاعة، وهمّ ليوصله المبلغ في وقته، فتناول النّاظر التّوقيع ليشاهده، وكان يعرف الرّجل بالتّزوير، فلما شاهده شكّ فيه، وتقدّم إلى النّائب، وقال له مسرّا:

المصلحة تأخير المبلغ إلى حيث معاودة السّلطان في ذلك، فإنّ هذا الرّجل معروف بالتّزوير. وكان السّلطان منتزحا عن هراة في بعض حروبه، فقال له النّائب: تؤخّرنا أياما إلى حين تحصيل المبلغ. فعلم الرّجل أنّه قد علم بحاله، فقام وهو لا يعلم أين يهتدي، وركب لوقته وقصد السّلطان، فلمّا وصل مخيّمه طلب الإذن في الحضور، فلمّا أذن له، طلب الخلوة، فلمّا خلا الموضع، قال: يا مولانا، قد فعلت كيت وكيت، وذكر قصّة التّوقيع، وقد حضرت مقرّا بذنبي، فإن قتلتني فحقّ لك، وإن عفوت عنّي فبفضلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015