السلطان سليمان القانوني يوم 20 صفر عام 974 هـ (5/ 9 / 1566 م). وكان السلطان سليم في حرب مع الدول الكاثوليكية في البحر الأبيض المتوسط، وأصبح هدفه الأول تحرير قبرص من البندقيين لتأمين طريق الحج البحرية. وكانت الحرب متواصلة بينه وبين القوى الصليبية للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط، نتجت عنها هزيمة العثمانيين في لبانتو بتاريخ 17/ 10 / 1571 م. وكان الإسبان يحتلون مناطق واسعة من الشواطىء المغربية والجزائرية والتونسية والليبية بما في ذلك طرابلس وتونس والجزائر. وأمام الخطر الذي كان يهدد أهل شمال إفريقيا بنفس المصير الذي آل إليه الأندلسيون، استغاثوا بالدولة العثمانية. فحرر العثمانيون الجزائر سنة 1519 م وطرابلس سنة 1551 م وتونس سنة 1568 م، وعملوا على تحرير الشواطىء الأخرى من الوجود الإسباني. وأصبحت الجزائر منذ ذلك الحين مركزًا قويًّا للوجود الإسلامي في البحر الأبيض المتوسط، وعاصمة لولاية عثمانية قوية. وأسند السلطان سليم الثاني في ذي الحجة عام 974 هـ (يونيو 1566 م)، منصب بيلرباي الجزائر للرئيس محمد بن صالح محل الرئيس حسن بن خير الدين، وعين هذا الأخير قائدًا عامًا للأسطول العثماني. ثم خلف الرئيس محمد بن صالح في 14 صفر عام 976 هـ (18/ 8 / 1568 م)، الرئيس العلج علي، وهو مسلم من مواليد كاستل بجنوب إيطاليا.
وكان المغرب يقاوم كذلك الاحتلالين الإسباني لشواطئه المتوسطية والبرتغالي لشواطئه الأطلسية. وكانت تتنازعه الدولتان الوطاسية والسعدية، فانتهى الصراع بينهما بتوحيد المغرب تحت الدولة السعدية في 24 شوّال عام 961 هـ (22/ 9 / 1554 م).
وكان أبو عبد الله الغالب، سلطان المغرب من سنة 964 هـ إلى سنة 981 هـ (1557 - 1574 م)، متهمًا بالتواطؤ مع الإسبان وتسليمهم مدينة بادس (بالمغرب)، وبالانسحاب بدون سبب ظاهر من محاصرة البرتغاليين بالبريجة (الجديدة). وعلى أي حال فقد كان المغرب مشغولاً بتحرير أرضه والدفاع عن وجوده مما أدى إلى انتصاره على البرتغال في معركة وادي المخازن سنة 986 هـ (1578 م).
ومما يؤسف له أن العلاقات المغربية العثمانية لم تكن طيبة، وكانت دائمًا تتسم بالمصلحة العليا للطرفين أمام الغزو الصليبي ومخاطره.
ثم اتصل منظمو الثورة بالسلطات العثمانية في الجزائر والسعدية في المغرب بسرية كاملة، وبالشخصيات الشعبية في البلدين لطلب العون والمساندة. وقد وصلتنا