محمد (الريشيكو) وأبي الحجاج يوسف. ثم تزوج أبو الحسن بفتاة نصرانية، أسلمت تحت اسم ثريا، وهي ابنة القائد القشتالي سانشو خمينس دي سوليس، وولدت منه ولدين سعد ونصر. ففضل أبو الحسن ثريا وولديها وأقصى ابنة عمه وولديها واعتقلهم في برج قمارش بقصر الحمراء. فزاد ذلك في انقسام المجتمع الغرناطي وسخطه عليه. ورأى القشتاليون في ذلك فرصة سانحة للتدخل.

وفي ليلة من ليالي جمادى الثانية سنة 887 هـ (1482 م). استطاعت الأميرة عائشة الفرار من سجنها مع ولديها محمد ويوسف، بمساندة بني سراج، وظهروا بعد حين في وادي آش حيث أعلن أبو عبد الله محمد (الريشيكو) العصيان على والده.

فاغتنم النصارى فرصة هذه الحرب الأهلية الجديدة بين المسلمين لمهاجمة أراضي غرناطة. فأغاروا على حامة غرناطة، وهي مدينة غنية متوسطة في مملكة غرناطة، وملكوها في محرم سنة 887 هـ (1482 م) بعد أن قتلوا أهلها ونكلوا بهم. ثم زحف القشتاليون على لوشة، فردهم أبو الحسن بخسائر فادحة في جمادى الأولى 887 هـ (1482 م). ولما رجع إلى غرناطة عزل وبويع مكانه ابنه أبو عبد الله محمد فانتقل إلى مالقة عند أخيه الزغل.

وبعد فشل القشتاليين أمام لوشة هجموا على مالقة. لكن الزغل دافع عنها دفاعًا مستميتًا ورد النصارى بعد هزيمتهم في صفر سنة 888 هـ (1483 م) في موقعة الشرقية. وخرج أبو عبد الله ملك غرناطة الجديد، أسوة بعمه ملك مالقة، لغزو الأراضي النصرانية، فاجتاح بعض الحصون والقرى. لكن النصارى أدركوه خارج قلعة أليسانة التي كان يزمع غزوها، فهزموه وأسروه. فاستقبل النصارى أسيرهم بحفاوة في قرطبة، ورجع جيش المسلمين إلى غرناطة دون سلطانه، فاجتمعت الكلمة على مبايعة الزغل سلطانًا على مملكة غرناطة بكاملها.

وهنا تمخض عقل فراندو، طاغية قشتالة، على فكرة داهية للقضاء على غرناطة، بإذكاء الحرب الأهلية وتشتيت القوى الإسلامية. فبعد امتناع طويل قرر إطلاق سراح أبي عبد الله بعد أن وقع معه معاهدة سرية مفادها أن يعترف أبو عبد الله بطاعة الملكين فراندو وإيسابيلا وأن يدفع لهما جزية سنوية وأن يقدم ولده رهينة مع عدد من أبناء الأمراء ضمانًا لوفائه بالعهد. وتعهد الملكان الكاثولكيان بالمقابل بالإفراج عنه فورًا وإعانته على استرجاع ملكه على أن تبقى المدن المفتوحة تحت طاعة قشتالة. وهكذا أفرج القشتاليون على أبي عبد الله في شوّال سنة 890 هـ (أوائل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015