واندمجوا مع الأيام في المجتمع التركي وانتقل الكثير منهم إلى تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.
وانتقل عدد من الأندلسيين في القرن السابع عشر إلى الأراضي العثمانية التي تكوّن اليوم يوغسلافيا وألبانيا وبلغاريا. وتستحق هجرات الأندلسيين إلى أوروبا الشرقية وتأثيرهم على مجتمعاتهم الإسلامية الدراسة.
والأندلسيون هم الذين اكتشفوا القارة الأمريكية، حسب الشريف الإدريسي في قصة الشبان المغرورين الذين أبحروا من الأشبونة عبر "بحر الظلمات" إلى جزر وصفوها، أرجعهم عنها ملكها. لولا الأندلسيون لما وصل كلومب إلى القارة الجديدة. وبعد سقوط غرناطة واكتشافها، هاجر إليها الأندلسيون المسلمون مع الجيوش الغازية هروبًا من محاكم التفتيش. لكنهم وجدوا محاكم مماثلة تنتظرهم في القارة الأمريكية. وأول من وصل إلى شمال أمريكا من المورسكيين روديكو دي لوبي، زميل كلومب، الذي أعلن إسلامه بعد رجوعه إلى إسبانيا، واستبانيكو دي آزمور، الجنرال الإسباني الذي احتل أريزونا، وهو في الحقيقة مورسكي.
وظلت إلى يومنا هذا الآثار الأندلسية قائمة في كل جنوب أمريكا. فبقي التأثير الإسلامي الأندلسي في التراث الفنزويلي المكتوب يظهر من وقت لآخر، أهمه إنتاج الكاتب الفنزويلي دون رفائيل دونقالس إي مندس (ولد سنة 1878 م) الذي اعتز بجذوره الإسلامية في مؤلفاته. ولا زال كثير من الفنزويليين يفخرون بأصولهم الأندلسية الإسلامية.
ويعتز كذلك الكولومبيون بالتأثير الأندلسي الإسلامي. ونبغ في القرن التاسع عشر أخصائيون كولومبيون في الحضارة الإسلامية، منهم الدون آزكيال أوريكواشا. وعندما ضعفت قبضة الكنيسة على البلاد بعد استقلالها، وصلت الشجاعة ببعض الكتاب الكبار إلى الافتخار بالإسلام وحضارته، منهم من تعلم اللغة العربية وآدابها، أشهرهم دون روفينو خوزي كوارفو.
ودخل التراث الإسلامي الأندلسي إلى العمارة في البيرو والأكوادور، كما أثر على كتابهما، كقصة كاتب البيرو الكبير دون ريكاردو بلما التي نشرها تحت عنوان "افعل الخير ولا تبال"، حيث اتخذ حياة الأمير إبراهيم جد الأمير الأموي مروان الثاني أساسًا. والقصة مبنية على عظمة التسامح والكرم اللذين أديا إلى أن يسامح