هجرتهم الأولى، وبقيت الأندلس ذكرى فقط وعادات يتوارثها الأبناء عن الآباء.
ومن العائلات الأندلسية التي يمكن التعرف عليها في المدن التونسية المختلفة: كونكة ( Cuenca) ومانوشو والصوردو ( Sordo) ومرياح وصنديد وكراندي ( Grande) وحجاج وعمروسي والوافي وكعاك والسراج وكبادو وكبادي وكراباكا ( Caravaca) وبسطي (نسبة إلى بسطة) والريكلي ودرمول ونوباينة ( Novaina) وداوود ورحال والسباعي وابن زكري وشبيل وحرميلو والحشايشي والشريف والكاهية، الخ ...
وصلت إلى الجزائر أعداد كبيرة من الأندلسيين عبر العصور، لا تقل عن الأعداد التي نزحت إلى المغرب وتونس. انتقل منهم أيام صولة الإسلام بالأندلس، قبل سقوط غرناطة، عدد كبير من العلماء، منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي النجيبي، من أهل إشبيلية، تجول بلاد الأندلس ثم حج ثم استقر بتلمسان حيث توفي بها في جمادى الأولى سنة 611 هـ، وله تآليف كثيرة. ومنهم أبو بكر محمد الزهري، المعروف بابن محرز، ولد ببلنسية سنة 539 هـ، ثم هاجر إلى مصر، وبرع في الفقه والأدب والشعر ثم قدم بجاية حيث استقر بها، وغيرهما كثير، ووصلت إلى الجزائر أعداد كبيرة من الأندلسيين بعد سقوط غرناطة، وبعد طرد سنة 1609 م، منهم غارسيا دياس (من طليطلة) وربدان رودريكز (كان راهبًا بأركش بإسبانيا وتابعته محاكم التفتيش) ولويس الأستجي (من أستجة)، وغيرهم كثير.
ويمكن تقدير عدد الجزائريين من أصل أندلسي بعشر السكان على الأقل، أو مليونان ونصف جزائري، لا زال الكثير منهم يتذكر أصوله الأندلسية، خاصة في العاصمة وتلمسان ووهران وبجاية وبليدة وعنابة وغيرها من المدن. وكان للحقبة الاستعمارية الفرنسية التي عملت على القضاء على التراث الجزائري، أثر سيىء على التراث الأندلسي الجزائري. وتنتمي اليوم شخصيات جزائرية مؤثرة إلى أصول أندلسية، منها الشيخ أحمد المدني مثلاً الذي أجاب الأمير شكيب أرسلان سنة 1930 م عن سؤال مماثل لهذا بقوله إن بعض العائلات الجزائرية لا زالت تحافظ على أصولها الأندلسية، ذكر من بينها عائلة الشيخ أحمد بن أبي الركايب المنبثقة عن عائلة ابن عمر التي هي في الحقيقة عائلة المدني نفسه باسمها القديم. ومن بين هذه العائلات كذلك ابن سوسان والمسرار والسيستي وغيرها.