القومي الأندلسي" الذي لم يحصل إلا على المقعدين المذكورين لغلطة سياسية ارتكبها (كما رأينا) عند تأسيس منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي. فقد أظهر ضعفًا كاد أن يضيّع على الأندلس فرصة تكوينها، في الوقت الذي تبنى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني مبدأ الحكم الذاتي للأندلس وكافح من أجله. وقد حافظ الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني على موقعه في انتخابات يونيو عام 1990 م إذ حصل على 61 مقعدًا، وحصل حزب التحالف الشعبي (يمين) على 27 مقعدًا، واليسار المتحد (شيوعي) على 11 مقعدًا، بينما ارتفع عدد مقاعد الحزب القومي الأندلسي إلى 10 مقاعد.
قررت الكنيسة الكاثوليكية جعل 1986 م سنة الذكرى المئوية الثانية عشرة لتأسيس مسجد قرطبة الأعظم، ونظمت لذلك احتفالات شاركت فيها أوساط ثقافية مختلفة. فقررت "الجماعة" إقامة مؤتمر بهذه المناسبة تحت عنوان "الإسلام منهج حياة"، بهدف التعريف بمركز قرطبة الإسلامي الجديد، والمشاركة في ذكرى بناء المسجد الجامع بطريقة إسلامية، وجعلها بداية انطلاقة جديدة إسلامية في عاصمة الخلافة الأندلسية. أقيم المؤتمر في الفترة 12 - 15/ 12 / 1987 م، في قاعة من قاعات قصر الخلافة المجاور للمسجد الأعظم وكان غذاء المؤتمرين في المركز الإسلامي. وحضر المؤتمر حوالي 150 شخص من الأندلس وخارجها، منهم كاتبه
والأستاذ محمد الحلو، من المغرب، والدكتور محمد عمر جمجوم، من جدة،
والشيخ الحبيب بن الخوجة مفتي تونس السابق، وقد انتخب رئيسًا للمؤتمر، والأستاذ
محمد الوازاني من تطوان، وغيرهم.
افتتح المؤتمر بصلاة الجمعة (5/ 12) في المركز الإسلامي تبعها الغداء، ثم
محاضرة حول "أساليب الدعوة في الأندلس" لكاتبه، ثم محاضرة حول "الإسلام
منهج حياة في الغرب" للمحامي المسلم الأندلسي إسماعيل خرقيرا، ثم كونت لجان
حول الدعوة والتعليم والشؤون المالية والصياغة. وخصص يوم السبت للمحاضرات
ساهم فيها محاضرون من البلاد العربية كالشيخ الحبيب بن الخوجة، ومن الأندلس
ابن قزمان البلوطي، ومن فرنسا عائشة موجون، وغيرهم. وانتهى المؤتمر يوم الأحد
7/ 12 بالتوصيات، وباجتماع مصغر لمجلس الجماعة بحضور الضيوف غير
الأندلسيين.