العمالي الإسباني (الحاكم) "، وبالمتابعة القانونية. كما أجبر كاتبه الجريدة المذكورة عن طريق محام في إشبيلية نشر تكذيب لما نشر. ورغم انتهاء الحملة بالفشل، تابعت بعض الجمعيات الإسلامية التائهة حملتها ضد "الجماعة" في الصحافة الإسبانية.

وقررت "الجماعة" عدم الرد على أية جمعية إسلامية تحاشيًا للسقوط في مخطط أعداء المسلمين الذين يودون إشعال نار الفتنة بينهم.

ورغم هذا الجو المكهرب تابعت "الجماعة" تنظيم "المؤتمر الدولي الأول للمسلمين الأوروبيين". وفي 19/ 7 / 1985 م، افتتح المؤتمر بفندق "مقرينة"، أحد أكبر فنادق إشبيلية، تحت حراسة الشرطة. وقد حضر المؤتمر حوالي مائة شخصية إسلامية من كل أنحاء الأندلس، ومن عدة أقطار أوروبية، منها البرتغال وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وقبرص، وغير الأوروبية كالبلاد العربية والمكسيك.

وحضر من البلاد العربية كاتبه وأهله والأستاذ محمد الحلو وأهله والدكتور عبد الله عمر نصيف وأهله والشيخ محمد العويني، وغيرهم. كما حضرت المؤتمر عدة شخصيات أندلسية ونواب في البرلمان الأندلسي، منهم دييغو دي لوس سانطوس، رئيس الحزب القومي الأندلسي، ولويس أورنويلا، عمدة إشبيلية السابق، ومانويل ايلونانس، وزير الثقافة في حكومة الأندلس. كما توصلت أمانة المؤتمر ببرقيات مساندة من خوليو أنغيتا، عمدة قرطبة، وبدرو رويز برديسو، نائب رئيس "وقفية بلاس إنفانتي"، وغيرهم. وكان للمؤتمر إشعاع في الصحافة الإسبانية والتلفزيون والراديو.

وألقيت محاضرات في المؤتمر في المواضيع التالية: دراسة حول وضع المسلمين الأوروبيين الحالي وعن الإسلام في أوروبا؛ ضرورة إنشاء منظمة عالمية للمسلمين الأوروبيين؛ الشريعة والآداب الإسلامية في المجتمعات ما بعد الصناعة والتكنولوجية ومشاريع للمسلمين الأوروبيين؛ معرض 1992 م الدولي في إشبيلية؛ المذاهب الإسلامية ودورها في انبعاث الإسلام في أوروبا؛ الخ ... وانتخب المؤتمر روجي كارودي رئيسًا له، كما اتخذ قرارات هامة لمساندة المسلمين البلغار، وقبول دعوة قبرص (التركية) لعقد الاجتماع الثاني في مغوشة، وفتح مركز في قرطبة لتنسيق العمل بين المسلمين الأوروبيين، وإنشاء اتحاد بينهم والاجتماع كل ثلاث سنوات.

قررت "الجماعة" بعد نجاحها في تنظيم "المؤتمر العالمي الإسلامي الأوروبي الأول" استئناف توسعها بعد أن لم يبق لها سوى مركزي مالقة وإشبيلية. فأعادت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015