وفي 19 - 21/ 7 / 1985 م، قررت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" تنظيم "المؤتمر الدولي الأول للمسلمين الأوروبيين" في إشبيلية بهدف ربط الصلة بين المسلمين الأوروبيين لدراسة دور الإسلام في مستقبل أوروبا، وجعل الأندلس مركز إشعاع إسلامي لكل القارة الأوروبية، وإعطاء الصحوة الإسلامية في أوروبا دفعة محلية. فشكلت "الجماعة" لجنة تنظيمية للمؤتمر، وأرسلت بعثات إلى أقطار أوروبا للاتصال بالشخصيات والجماعات الإسلامية المحلية وتفسير أهداف المؤتمر واستدعائها إليه.
وما إن انتشر خبر عقد المؤتمر، حتى نُظمت حملة ضد "الجماعة" وشخصياتها البارزة من طرف المراكز الإسلامية الرسمية في أوروبا والجمعيات الإسلامية في إسبانيا. فأرسلوا رسائل إلى جميع المراكز الإسلامية في أوروبا لتشويه سمعة "الجماعة" وأهدافها. كما قامت حملة ضد "الجماعة" ومسانديها من طرف أعداء الإسلام في إسبانيا، لهدف إفشال المؤتمر وتشتيت "الجماعة". ووصلت الحملة حدًّا لا يُطاق عندما أخذت بعض الجرائد الإسبانية المعادية للإسلام تنشر مقالات تخيف فيها الإسبان من المسلمين الأندلسيين وتتهمهم بأنهم يحاولون "إعادة احتلال" إسبانيا باسم الإسلام. وقررت "الجماعة" المضي في تنظيمها للمؤتمر وعدم الرد على المهاجمين.
وفي 9/ 6 / 1985 م، ظهرت جريدة "دياريو 16" في صفحتها الأولى بعناوين ضخمة بمقال كاذب تحت عنوان "اكتشاف شبكة جاسوسية مغربية جنوب إسبانيا"، ادعت فيها الجريدة بأن المخابرات الإسبانية اكتشفت الشبكة برئاسة عبد الرحمن مدينة ومساندة كاتبه وصديقه محمد الحلو وجاءت بأكاذيب. وتابعت الجريدة حملتها في الصفحة الأولى لما يقارب الأسبوع. وانضمت "جماعة إشبيلية الإسلامية" إلى هذه الحملة، ورددت الصحافة الإسبانية اتهامات "دياريو 16". وكان لهدف هذه الحملة عدة وجوه: أولاً، إشعال الفتنة بين الجمعيات الإسلامية في إسبانيا؛ ثانيًا، تخويف مساندي "الجماعة الإسلامية في الأندلس" من الاقتراب إليها؛ ثالثًا، تشويه سمعة "الجماعة" في المجتمع الأندلسي؛ وأخيرًا زرع الفتنة بين أفرادها.
وجابهت "الجماعة" هذه الحملة بالتكذيب وبحملة صحافية معاكسة، وأجبرت "دياريو 16" على نشر رد "الجماعة" حيث أعلن عبد الرحمن مدينة "إنني أعتقد أن هناك حملة ضد الإسلام من طرف الأوساط الصهيونية داخل الحزب الاشتراكي