وكان لهذا الحفل صدى كبير وطيب في الأندلس وإسبانيا، إذ لأول مرة جهر المسلمون الأندلسيون بشعورهم، وبرهنت "الجماعة" على قدرتها على تزعم الشعور القومي الأندلسي. واستطاعت "الجماعة" عبر هذه التظاهرة الإسلامية الأندلسية التنسيق بين عدة منظمات أندلسية غرناطية كجمعية "التضامن الأندلسي" وجمعيات الأحياء الشعبية وعدد كبير من أعضاء "الحزب القومي الأندلسي". وسنّت الجماعة الإسلامية بعملها هذا سنة إقامة حفل إسلامي معارض لحفلات ذكرى سقوط المدن الأندلسية التي تقوم بها الكنيسة والدولة، في غرناطة وولبة وقرطبة وإشبيلية ومالقة، وغيرها من المدن الأندلسية.

وفي 14/ 3/ 1984 م، أقامت "الجماعة" حفلاً ثقافيًّا في شريش، حضره عدد كبير من مثقفي المدينة وأهاليها، شارك فيه جوق "آخو كالينتى" الأندلسي، كما ألقيت فيه المحاضرات التي تعرف بتاريخ المدينة الإسلامي وتشجع الأهالي على تعلم العربية، لغة أجدادهم. وأصبح هذا النشاط الثقافي متواصلاً في عدة مدن أندلسية.

ثم قررت "الجماعة" عقد مؤتمر عالمي لتعرف الأمة الإسلامية بوجودها، سمّي بـ "المؤتمر الأول للمسلمين الأندلسيين". وقررت عقده في 20 - 22/ 7/ 1984 م (موافق شوّال عام 1404 هـ) بكلية "أميليو مونيوس" ببلدة "ققولش بيغا" بجبال غرناطة. واستدعت "الجماعة" للمؤتمر جميع أعضائها، وكذلك ممثلي الجمعيات الإسلامية الأخرى بإسبانيا وبعض الشخصيات المغربية كالأستاذ محمد الحلو ووالده الحاج إدريس الحلو والأستاذ محمد بن المكي الوزاني، والمشرقية كالشيخ فؤاد الخطيب، نائب أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي آنذاك، وعائلته، والدكتور محمد محمد عمر جمجوم. وحضر كاتبه المؤتمر، كما حضره والده الشيخ سيدي محمد المنتصر الكتاني وابن كاتبه الحسن وحضر من الأندلسيين حوالي 200 مسلم، قدموا من كل مدن الأندلس.

كانت الإقامة في الكلية المؤجرة طيلة أيام المؤتمر، حيث كانت المنامة والأكل والصلوات الخمس في أوقاتها. وافتتح المؤتمر بالقرآن الكريم ثم النشيد الوطني الأندلسي، ثم قرئت الفاتحة على أرواح الشهداء الأندلسيين الذين ضحوا بحياتهم عبر القرون للدفاع عن الإسلام في الأندلس. وألقيت المحاضرات، طيلة الأيام الثلاثة، من طرف مفكرين من الأندلس وخارجها، حول المبادىء والفكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015