وفي بداية سنة 1984 م، تابعت "الجماعة" توسعها الجغرافي والعددي.

فأسست فرعين لها في ولبة (مقاطعة ولبة) وذكوان (مقاطعة مالقة)، وأخذت تفكر في فتح مركزين جديدين لهما. وفي فبراير عام 1984 م، انتقل مركز إشبيلية الإسلامي التابع "للجماعة" من البيت المؤجر في "شارع لبيس" إلى مركز أكبر بكثير في 4 شارع دون ألونسو السابيو في وسط المدينة القديمة، حيث مقرها إلى اليوم (سنة 1992 م). كما انتقل مركز "الجماعة" في مالقة من شارع مارمولس إلى مركز أكبر في وسط المدينة بشارع سالبتو.

وفي مستهل سنة 1984 م، ابتدأت "الجماعة" بإنجاز برنامج لتعريف الجماهير الأندلسية بتاريخها وربطها به. فمنذ أيام فرانكو، أخذت الدولة والكنيسة في إسبانيا تحتفلان في كل عاصمة من عواصم الأندلس بذكرى احتلالها من طرف نصارى قشتالة. ورأى المسلمون الأندلسيون في هذه الاحتفالات إهانة لتاريخهم وشتيمة لحاضرهم، وعمل غير معقول في إسبانيا المعاصرة حيث اعتُرف بالقومية الأندلسية وبحرية العقيدة. وكان يوم 2 يناير، ذكرى سقوط غرناطة في يد الملكين الكاثوليكيين وانهيار آخر دولة إسلامية بالأندلس.

فقررت "الجماعة الإسلامية بالأندلس" القيام بمظاهرة معاكسة لما تقوم به الحكومة والكنيسة، وهدفها إيقاف الاحتفالات بذكرى سقوط غرناطة أو على الأقل تعريف الرأي العام الغرناطي بهويته. وسمّت "الجماعة" احتفالها المعاكس بـ "البكاء على غرناطة". فنشر أعضاؤها على برج قمارش بقصر الحمراء علم الأندلس، ومرت سياراتهم بالأبواق في المدينة تصيح بالمواطنين قائلة: "هذا يوم حزن وليس يوم فرح؛ ففي 12/ 1/ 1492 م، احتُلت غرناطة ولم تحرر؛ لتحترم الدولة والكنيسة أرواح أجدادنا الشهداء؛ لتحترم أولئك الذين دافعوا عن أرض الأندلس؛ فسقوط غرناطة هو سقوط السيادة الأندلسية". ونظمت "الجماعة" حفلاً في ساحة "باسيو دي لوس تريستس". (ممر الأحزان) حيث حضر عدة آلاف من الغرناطيين (أكثر من الذين حضروا في الحفل الرسمي)، ألقى فيه مفكرون أندلسيون، مسلمون وغير مسلمين، خطبًا حول عظمة الأندلس الإسلامية. كما شارك في الحفل عدد من الفنيين والأدباء الأندلسيين كمجموعة "كورنكاس غراناديناس" لكارلوس كانو. ثم ألقى الشعراء الغرناطيون، على رأسهم خوان دي لوشة، قصائد في تمجيد الأندلس، كما غنى للحاضرين المغني المعروف "بيبي ال دي لاطوماسا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015