وقامت الجماعة بأول نشاط لها علني في غرناطة عندما أذن لها فراسسكو سانتشس رولدان، القيم على قصر الحمراء، بإقامة صلاة عيد فطر سنة 1400 هـ (13/ 8 / 1980 م) في حدائقه. فحضر الصلاة حوالي مائتي شخص، رجالاً ونساء وأطفالاً، من بينهم بعض الطلبة العرب والعمال الباكستانيين. وكان إمام الصلاة محمد دل بوثو. وبعد صلاة العشاء جماعة، قدم العشاء للجميع في جو ديني واجتماعي جميل كان له أحسن الأثر على المجتمع الغرناطي، وساعد على التعريف بالجماعة وانضمام أعداد جديدة من العائدين إلى الإسلام إليها.
وفي عيد الأضحى الذي تلاه طلبت الجماعة من إنفانتي فلوريدو، مطران قرطبة، الإذن لها بإقامة صلاة العيد في المسجد الأعظم. فرفض المطران هذه المرة الطلب خطيًّا، مدعيًا أن ذلك يؤدي "إلى تخوفات وانشقاقات وحتى إلى الفضيحة"، وصحبت ذلك الرفض حملة ضد المسلمين الإسبان في الصحافة الإسبانية. ورد محمد علي، أحد ممثلي الجماعة، على هذه الحملة قائلاً: "ليس الإسلام ملكًا للعرب، فاعتناق الإسلام لا يعني أن الإنسان أصبح عربيًّا. نحن مثلاً مسلمون إسبان كما أن هناك مسلمون روسيون وفليبينيون، الخ ... ومن أجل ذلك ليست لنا علاقة مع البلاد الغنية بالبترول إلا علاقة المسلم مع أخيه المسلم، ليس أكثر". وكان مطران قرطبة قد أذن سنة 1979 م للمشاركين الأجانب في مؤتمر حول الحضارة الإسلامية بالصلاة في المسجد.
وبعد رفض مطران قرطبة، توجهت الجماعة بطلب المساعدة من مجلس قرطبة البلدي. فسلم خوليو أنغيتا، عمدة قرطبة (رئيس الحزب اليسار المتحد حاليًّا)، للجماعة المسبح البلدي لإقامة صلاة العيد.
وهكذا أقيمت حفلة إسلامية كبيرة في المسبح البلدي حضرها أعضاء مجلس قرطبة البلدي بما فيهم أنطونيو ثوريتا، نيلاب العمدة، نكاية في المطران والكنيسة الكاثوليكية المتعصبة، وتعاطفًا مع المسلمين. وكان خطيب العيد الطبيب النفسي الدكتور منصور عبد السلام اسوديرو، أمير الجماعة حينذاك، فألقى خطبة عصماء قال في آخرها: "أصبح مجتمع الكفر في حالة إفلاس: ثقافة منحلة، وفشل ذريع في الميدان السياسي، وأزمة اقتصادية متواصلة ... أقول لجميع الذين يبحثون بصدق عن سبيل يفضي بهم إلى معرفة ذواتهم ويتيح لهم التعاون مع الآخرين بثقة ... الإسلام هو الأمل المضيء، أدعوكم لاكتشافه، أدعوكم لإثبات الحقيقة الإلهية الواحدة ...