دالاس"، كان يعمل مع فرقة "البتلز" (الخنافس) الإنكليزية. فترك مجرى حياته السابق، واعتنق الإسلام، وأقام بالزاوية الدرقاوية بمكناس حيث أصبح مريدًا للشيخ ابن الحبيب الذي سماه عبد القادر، فأصبح يعرف بعبد القادر الصوفي. ثم أمره شيخه بالتوجه إلى بلده ونشر الإسلام به فرجع عبد القادر الصوفي إلى بريطانيا وأسس في نورويش (بالقرب من لندن) جالية إسلامية بريطانية.

وفي سنة 1975 م، نفس السنة التي مات فيها فرانكو، توجه إلى بريطانيا ثلاثة من الشباب الأندلسي من بلدة بورتيانو (مقاطعة قلعة رباح) بمنطقة قشتالة - مانشة، من بينهم محمد دل بوثو الأندلسي، واعتنقوا الإسلام على يد الشيخ عبد القادر الصوفي، وأصبحوا من أتباعه في الطريقة الدرقاوية ومريديه. ثم التحق بجماعة نورويش عدد من الإسبان الذين أسلموا، من بينهم عبد السلام منصور أسكوديرو من غرناطة وعمر كوكا دومينيكز من إشبيلية وأبو الحسن كستنييرا باردو وغيرهم. فأمرهم الشيخ عبد القادر الصوفي بالاتجاه إلى قرطبة بالأندلس وتأسيس جالية إسلامية بها.

وفي سنة 1977 م، توجه أعضاء الجماعة إلى قرطبة، واستأجروا بيتًا قديمًا سكنوا فيه جميعًا مع أزواجهم وأبنائهم، وأخذوا يقومون بأعمال متواضعة كباعة متجولين لإعالة أنفسهم. وحرصوا، رجالاً ونساء، في تلك الحقبة على ارتداء الزي الإسلامي. وانضم إلى هذه الجماعة في قرطبة عدد من الأندلسيين وغيرهم من الأسبان، زاد على الأربعين. وارتكزت فلسفة الجماعة على كونهم يعيشون في مجتمع كافر يجب الخروج عنه، فكان على كل من يعتنق الإسلام أن يترك أهله وعمله لينضم إلى الجماعة. ومنذ البداية، كان تنظيم الجماعة شبه عسكري، حيثما كان شيخها الأكبر، الشيخ عبد القادر الصوفي، يأمر فيُطاع، وينظم حياة كل أفراد الجماعة، ويطرد من الجماعة كل من يبدي أي تحفظ على أمر من أوامره. وكان إمام الجماعة محمد دل بوثو الأندلسي.

وكان حينذاك يدّعي مونسينيور إنفانتي فلوريدو، مطران قرطبة، التسامح الديني، ويشجع الحوار الإسلامي المسيحي، ويستدعي علماء الإسلام للصلاة في مسجد قرطبة الأعظم بعد مؤتمرات سنوية للحوار كان ينظمها. فاستأذنت الجماعة من المطران إقامة صلاة عيد الأضحى سنة 1398 هـ (1978 م) بمسجد قرطبة الأعظم، فأذن لهم. وكان ذلك أول نشاط علني عرفت به الجماعة. وانضم إلى الجماعة في صلاة العيد عدد من العمال المغاربة والباكستانيين (من بنياروجا وقزلون ولاكرولينا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015