مفاوضات مع الدولة للمطالبة بالحقوق الدينية أو المدنية. فجعل هذا القانون ممكنًا تنظيم جمعية إسلامية من طرف غير الإسبان، ولكنه لم يسهل أي وجود إسلامي منظم بين المواطنين الأندلسيين.
فاستفاد من هذا القانون الطلبة العرب المشارقة ذوو الاتجاه الإسلامي إذ أسسوا جمعية طلابية إسلامية في غرناطة سنة 1966 م، بعد أن اقترح ذلك عليهم الأستاذ أبو الحسن الندوي عند زيارته سنة 1965 م، وسجلوها رسميًّا سنة 1971 م بوزارة العدل الإسبانية، تحت اسم (الجمعية الإسلامية في إسبانيا). وفي 22/ 4/ 1974 م، عدل نظام الجمعية لتمكينها من بناء المساجد والمراكز الإسلامية عبر إسبانيا. ثم فتحت الجمعية فروعًا متعددة في مدن إسبانيا المختلفة: مجريط، وأبيط (آشتورياش)، وسرقسطة (أراغون)، وبلنسية (بلنسية)، وشنت آندر (كانتابريا)، وشنت ياقو (جليقية)، ومالقة وغرناطة بالأندلس.
ابتدأت الجمعية نشاطها في شقة متواضعة في غرناطة، وكان من أبرز أعضائها رمزي الأتاسي ورياج الططري. ثم انتقل مقر الجمعية الأساسي إلى مجريط في شقة متواضعة، ثم انتقلت إلى شقة في شارع فرانكوس رودريكز تحتوي على مصلى يتسع لحوالي 200 شخص ومكتبة صغيرة وغرفة للنشاط الإداري وصفوف للتدريس. ثم بنت الجمعية مركزًا إسلاميًّا متكاملاً اسمه "مسجد أبو بكر" في شارع أنستيزيو هريرو من حي تطوان، وهو أول مسجد يُبنى حديثًا في مجريط. أما مراكز المدن الأخرى فكلها شقق متواضعة مؤجرة أو مشتراة من طرف الجمعية.
ومعظم أعضاء هذه الجمعية طلبة من سوريا وفلسطين، تخرجوا بعد ذلك وتزوج كثير منهم بإسبانيات وحصلوا على الجنسية الإسبانية وانخرطوا في الحياة العامة. ويعود الفضل إلى كثير من هؤلاء الذين ضحوا بنشاطهم المهني للدعوة إلى الله بين المهاجرين المسلمين، خاصة الطلبة العرب، فأنقذوا منهم أجيالاً لم يتعلموا أمور دينهم إلا في المهجر. وقاموا بمجهود ضخم في تعليم الشباب المسلم أمور الدين، وطبع نشرات بالعربية والإسبانية، وإعطاء دروس إسلامية، وإحياء الشعائر الدينية، وتعليم الأطفال مبادىء الإسلام.
وإلى سنة 1978 م، ظلت الجمعية داخل الجامعات كجمعية طلابية فقط. وبعد ذلك التاريخ، أخذ معظم الطلاب يتخرجون ويتزوجون، فأخذت الجمعية تكتسب طابعًا لجمعية جالية إسلامية. وتركز نشاطها الإعلامي في إصدار دوريتين بالإسبانية كل