والرايلسا، بدراسة إمكانية ضم إسبانيا إلى المسار الأوروبي، كاليونان والبرتغال، وبموافقة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي 3/ 7 / 1976 م، قبل الملك استقالة نبارو من رئاسة الحكومة، وكلف أدولفو سوارز بتشكيل حكومة جديدة. وكان سوارز آنذاك شابًّا مجهولاً خرج من أوساط "الحركة" الفرانكوية. عمل سوارز على تحويل النظام إلى الديموقراطية، فركز على الإصلاح السياسي بتهيىء استفتاء شامل لبرنامجه: إطلاق سراح المساجين السياسيين، والسماح برجوع المنفيين، وإجراء الانتخابات الحرة، وتشكيل كورتس جديدة ومجلس للشيوخ بالانتخاب عدا أربعين عضوًا يعينهم الملك.

وفي 15/ 12 / 1976 م، قدمت الإجراءات الإصلاحية لاستفتاء شعبي شارك فيه 77 في المائة من الناخبين المسجلين، صوت عليها بنعم 94 في المائة منهم. فكان هذا الاستفتاء نصرًا كبيرًا لسياسة الحكومة الجديدة وموافقة شعبية على مجهودها نحو الانفتاح دون الانفصال عن الماضي. وتتابعت قرارات الحكومة، أهمها إلغاء محكمة الأمن العام، والعفو الشامل عن جميع السياسيين. ولم يعكر صفو هذا التحول الجذري والسلمي سوى العمليات الإرهابية لبعض الجماعات المتطرفة، منها حجز رئيس مجلس الدولة ورئيس المجلس الأعلى للعدالة من طرف أعضاء فرقة "غرابو" (مجموعة الفاتح من أكتوبر الثورية المعادية للفاشية)، ومقتل أربعة محامين للجان العمالية من طرف منظمة إرهابية يمينية اسمها "الرابطة الكنسية المعادية للشيوعية". ثم تحول سوارز بإصلاحاته إلى صفوف الجيش وقوات الشرطة التي أخذت تواجه المظاهرات الشعبية والاضطرابات العمالية.

وقررت الحكومة قبول كل الأحزاب السياسية الشرعية، فسجلت حوالي 200 حزب سياسي. وفي أوائل سنة 1977 م، أسس خوزي دي الرايلسا وبيو كبانياس "اتحاد المركز الديموقراطي" كبديل للتجمع الفرانكوي الجديد المسمى بـ "الرابطة الشعبية" الذي كانا يتزعمانه، فانضم إليهما عدد من اللبراليين والمسيحيين الديموقراطيين والاشتراكيين الديموقراطيين، بما فيهم سوارز وجماعته الذي أصبح زعيمًا له. ثم ظهر إلى الوجود "الحزب الشيوعي الإسباني" وطلب الاعتراف به، كما تكون من جديد الحزب التاريخي المسمى "الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني". فاعترفت الحكومة بكل هذه الأحزاب وبغيرها، تسجل منها في انتخابات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015