فنون شتى: التفسير والحديث والفقه والسيرة النبوية والعلوم التجريبية والتاريخ والجغرافيا والآداب، الخ ... وردوا بها هجوم النصارى على الإسلام ومبادئه ورموزه.
وانتشرت الكتب الأعجمية بين مسلمي الأندلس انتشارًا كبيرًا رغم محاربة السلطات الكنسية والحكومية لها، ومطاردتها لمن يكتبها أو يقرأها أو ينسخها أو يحتفظ بها. ويجتمع منها اليوم في المكتبات الإسبانية وغيرها آلاف المجلدات التي تكون وعاء لتراث إسلامي يتيم، يجهله المسلمون العرب لعدم معرفتهم اللغة الأعجمية، كما يهمله الإسبان لعدم معرفتهم حرفه العربي وعدم تعبيره عن الحضارة السائدة بينهم اليوم، فأصبح في خطر الضياع. وهذا التراث جدير بأن يخرج إلى الوجود ويعرف به كتراث إسلامي فريد، يدل على تجربة أمة مسلمة تفانت في الحفاظ على عقيدتها الإسلامية ولغتها العربية وكل ما يتعلق بها من عبارات وحروف عندما أصبح الاحتفاظ باللغة العربية نفسها مستحيلاً.
ومن أهم وأقدم الآثار الأعجمية في الشعر قصيدة سيدنا يوسف عليه السلام لشاعر مدجن مجهول عاش بأراغون القديمة في القرن الرابع عشر الميلادي، أي قبل سقوط غرناطة بحوالي قرن ونصف. وتتكون القصيدة من 1220 بيت مجزأة في 305 رباعية. وهي تقص قصة سيدنا يوسف عليه السلام حسب ما جاء في القرآن الكريم، لتعليم الناشئة المسلمة مبادىء الإسلام وأخلاقه بطريقة مشوقة، كما يبدو جليًّا من افتتاحيتها التالية:
حديث دا يوسف عليه السلام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لو ميانت أد الله، أللت ياش أبارددار
أنرد اقنبلد، شانر دارايترار
شانر داتد، أن شل اشانر
فرانكو ابدارشه، أرداندر شارتار