بعدم الإساءة للمورسكيين بعد مهلة الثلاثة أيام، ويسمح لعشرة من الذين سافروا في الفوج الأول بالعودة لإخبار باقي المورسكيين بالمعاملة التي لاقوها في رحلتهم من طرف ممثلي الدولة. ويسمح القرار بإبقاء أطفال المورسكيين الذين يودون ذلك شرط موافقة أوليائهم، كما يسمح بإبقاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات والذين هم من أب نصراني أو أم نصرانية، وتبقى معهم أمهم إن كانت مورسكية ويطرد الأب المورسكي. كما استثنى القرار من الطرد المورسكيين الذين كفوا عن الاختلاط بالجماعات المورسكية منذ أكثر من سنتين، واندمجوا في المجتمع النصراني.
وقد اختلف موقف النبلاء من المورسكيين المطرودين بعد أن ساندوهم لمدة قرون. فمنهم من عاملهم في محنتهم أحسن معاملة، وحرسهم إلى أن ركبوا السفن، ومنهم من عاملهم بقساوة ونهب أموالهم، ككونت قسطنطينة الذي سلب المورسكيين المهجرين من منطقته أموالهم وملابسهم الخاصة.
أما المورسكيون، فمنهم من اعتبر هذا الطرد فرجًا من الله كما قال الشهاب الحجري: "وبعد ذلك باثنتي عشرة سنة (1018 هـ) فرج الله تعالى على مسلمي الأندلس الذين كانوا فيها تحت قهر سلطان البلاد المسمى بفليبي الثالث". وقال ابن عبد الرفيع: "ولا يخفى أن هذا أمر عظيم ومحال عادة، لما كنا فيه معه من الشدة والضيق في الدين والنفس والمال. فسبحان رب السماوات والأرض الذي إذا أراد أمرًا قال له كن فيكون؛ فيا لها من أعجوبة ما أعظمها؛ ومن فضلية ما أشرفها". بينما رفض آخرون الخروج وحاولوا الاختفاء قدر ما أمكن.
واجتمع فقهاء الجماعات الإسلامية ونصحوا المسلمين بالصبر، وقالوا لهم إن هذا الطرد فرج من الله لهم، وإنقاذ لعقيدتهم، ونهوهم عن المقاومة التي لا فائدة منها، فأخذت جماعات المورسكيين تتأهب للرحيل. لكن أملهم في الخروج بسلام لم يتحقق، إذ لم يرحمهم عدوهم، فصاحبت عمليات الطرد جرائم وفظائع لا تصور. فقد أمرتهم السلطات بحمل ما استطاعوا من أمتعتهم، على ظهورهم. ثم عندما أخذوا يبيعون مواشيهم ودوابهم ومنتوجاتهم الزراعية، من حبوب وزيوت وغير ذلك، للنصارى بأبخس الأثمان، منعوا وأعطي ذلك للنبلاء النصارى. ثم تكونت في الطرقات عصابات من النصارى، تسطوا عليهم وتجردهم مما يحملون من حلي ومال ويقتلون منهم من شاؤوا، وشارك في النهب والسبي والقتل أفراد الجيش الذين