وفي سنة 1603 م، افتضحت المحاولة المورسكية عند موت الملكة إيسابيلا، ملكة إنكلترا، التي حاولت فرنسا الحصول على مساندتها في غزو إسبانيا. وخلف إيسابيلا على الملك جاكوب الأول الذي وقع معاهدة صداقة مع إسبانيا، وقدم للملك فليبي الثالث جميع الوثائق الخاصة بعلاقته مع المسلمين البلنسيين، كعلامة على حسن نيته. وكان المطلوب من إنكلترا أن تهجم ببحريتها على جليقية، بينما يثور مسلمو بلنسية وأراغون القديمة، وتغزو فرنسا إسبانيا عبر الحدود المشتركة بحجة حمايتهم.
لكن هذا المخطط فشل بموت الملكة إيسابيلا.
عاد ميغيل بن الأمين من فرنسا بعد انتهاء مهمته، مصحوبًا برسول من دوق دي لافورس، اسمه دي بانيسو، وتوجها إلى بلنسية مختفين في زي تاجرين. وفي ديسمبر عام 1605 م، عقد زعماء المورسكيين اجتماعًا في بلدة توغة حضره 66 ممثلاً عنهم وعشرة جزائريين وميغيل بن الأمين ودي بانيسو. انتخب المورسكيون في ذلك الاجتماع لويس عسكر رئيسًا عليهم، وهو مسلم من بلدة الأقواس بمملكة بلنسية، وخططوا للثورة يوم الخميس المقدس من سنة 1605 م حيث يثور عشرة آلاف مسلم يساندهم الفرنسيون المقيمون في بلنسية، فيحرقون الكنائس ويستولون على مدينة بلنسية، وفي نفس الوقت تصل ميناء الغراو أربع سفن فرنسية محملة في الظاهر بالقمح وفي الحقيقة بالأسلحة للثوار. وعند سقوط مدينة بلنسية، يحتل الثوار باقي مملكتها، ثم إسبانيا كلها. هكذا رجع بانيسو بهذا المخطط إلى فرنسا. لكن أحد المشتركين في الاجتماع أوصل الخبر إلى السلطات الإسبانية، فقبضت على أكثر زعماء المورسكيين الذين حضروا الاجتماع، وعذبتهم حتى اعترفوا، ثم أعدمتهم.
يبدو أن هنري الرابع لم يكن جادًا في مساعدة مسلمي بلنسية على الثورة، بل أراد فقط الاحتفاظ بعلاقته معهم في حالة قيام حرب بينه وبين إسبانيا. أما الدولة الإسبانية، فقد كانت تأخذ هذه التهديدات مأخذ الجد، لكن رغبة الوزير دوق دي ليرما في طرد المورسكيين كانت بدافع طمعه في مالهم أكثر من مصلحة الدولة الإسبانية أو الكنيسة.
أما العلاقة مع المغرب، فقد رأينا معاملة أحمد المنصور للمجاهدين الأندلسيين الذين انتصر المغاربة بفضلهم على الجيوش البرتغالية (مع المتطوعين الإسبان) في معركة وادي المخازن، وكيف أعدم زعماءهم مباشرة بعد الانتصار وبيعته، وأرسل بآلاف الأندلسيين عبر الصحراء عوضًا عن الدفاع عن الأندلس، وكيف تحالف مع