الثاني. ويسمح القرار لكل من يستسلم بتقديم شكواه ويعد ببحثها بعناية. كما وعد القرار بإعطاء جائزة لكل من يستسلم، وإطلاق سراح شخصين من عائلته. وحكم القرار بالإعدام على من يرفض الاستسلام، عدا النساء والأطفال دون الخامسة عشرة.

وعين القرار مراكز للاستسلام تابعة لخوان النمساوي والدوق دي سياسة. ووزعت بين الأندلسيين مناشير مزورة باسم أحد الفقهاء تدعو المجاهدين إلى الاستسلام "تخلصًا من المصائب التي جرها عليهم ابن عبو". وفي نفس الوقت تابع خوان النمساوي القتل والسبي بين الأندلسيين مسالمين كانوا أو محاربين.

وفي هذا الجو القاتم تتابعت المفاوضات. ورفض معظم المجاهدين الاستجابة لنداء خوان النمساوي لعدم ثقتهم بوعود النصارى. ومال ابن عبو إلى التفاوض للحصول على أحسن ظروف الاستسلام، عندما عجز عن الدفاع عن قومه وتخليصهم مما أصابهم.

أمر خوان النمساوي دون ألونسو دي غرناطة بنيغش، أحد زعماء الأندلسيين، بالكتابة إلى صديقه ابن عبو لحثه على الاستسلام. فكتب له رسالة بتاريخ 18/ 4 / 1570 م حاول فيها إقناعه بإنهاء "هذه الحرب المشؤومة"، ويطلب منه إرسال وفد باسمه للتفاوض على شروط الاستسلام والمصالحة. فرد ابن عبو رسالة بتاريخ 24/ 4 / 1570 م يرمي فيها مسؤولية إشعال الثورة ومآسي الحرب على القشتاليين بسبب اضطهادهم للأندلسيين وإرغامهم على التنكر لدينهم، وأكد في رسالته عدالة الجهاد، ورفض الاستسلام بدون شرط. ثم طلب ابن عبو من بنيغش الحصول على أمان من الملك للحبقي ليتفاوض مع القشتاليين باسم المجاهدين لإنهاء الحرب. وهكذا عين ابن عبو الحبقي مفاوضًا رسميًّا باسم الثورة الأندلسية، وجعله ممثلة المؤتمن.

وتتابعت المفاوضات بين الإسبان والحبقي عن طريق هرناندو برادة وألونسو بنيغش. ثم اجتمع الحبقي مع مندوبي الملك عدة مرات. وفي 13/ 5 / 1570 م اقترح الحبقي على بنيغش في فندون أندرش شروط الاستسلام. فنقلها بنيغش إلى خوان النمساوي الذي جمع المجلس العسكري. فطلب المجلس أن يأتي الحبقي بتفويض من قادة المجاهدين بتمثيلهم. فعاد الحبقي إلى فوندون أندرش يوم 19/ 5 / 1570 م بتفويض من ابن عبو، وتم الاتفاق مع ممثلي الإسبان على أن ذهب باسم ابن عبو وباقي قواد الجهاد إلى الأمير خوان النمساوي ويسلم إليه السلاح والعلم ويطلب الصفح والرحمة. وبعد ذلك يعفو عنه الأمير باسم الملك، ويصدر العفو العام عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015