"ولكن كفرة جزيرة قبرص القريبة من ممالكي المحروسة، والتي كانت على العهد والأمان منذ زمان أجدادي العظام، أنار الله براهينهم، نقضوا تلك العهود وأخذوا بالتعدي على التجار وأهل الإسلام والمسافرين بحرًا لطواف بيت الله الحرام وزيارة تربة حضرة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام بخلوص النية وصفاء الطوية. وبذلك فإنهم مصرون على العصيان والطغيان. لذا بعد التوكل والاعتماد على علو عناية الحق سبحانه وتعالى والتوسل والإسناد إلى المعجزات كثيرة البركات لفخر الموجودات صلوات الله عليه وسلامه. وكذلك بالاستمداد بالأرواح الطاهرة لسائر الصحابة الكرام، عليهم رضوان الله تعالى أجمعين، فقد استقرت نيتنا الملوكية على فتح وتسخير الجزيرة المزمورة في الربيع الآخر القادم. ونضرع إلى عتبة حضرة الحق جل وعلا أن ييسر لنا فتح وتسخير تلك الجزيرة وأن يبسط أيدينا عليها حتى تؤهل بأهل الإسلام، كما كانت عليه، وكي تقام فيها شعائر الشرع الشريف، وحتى يأمن التجار في غدوهم ورواحهم، وينصرفوا للدعاء بثبات ومجد ورفعة الدولة".

"وبما أن الوضع على هذا الحال، فإن إرسال الأسطول الهمايوني المظفر لحمايتكم سيتأخر ريثما يتم إيصال المراكب للعساكر المنصورة للجزيرة المزبورة.

وسيتم ذلك أثر إنهاء الأسطول لمهمته بعناية الحق. وقد أرسل أمري الهمايوني المؤكد إلى أمير أمراء الجزائر الذي تتجه أنظاره وأفئدته نحوكم لإرسال النجدة والمعونة لكم، إما بإرسال العساكر المظفرة أو بإرسال العدة والعتاد، وبموجب أمري الشريف فإن أمير أمراء الجزائر سيكون خير معين وظهير لكم".

"كما أننا نتوخى من خلال حميتكم الإسلامية المتأصلة في حلبتكم عدم التراخي عن إظهار غيرتكم على الدين المتين، فلتظهروا أنواع أخدامكم وأصناف اهتمامكم في الحرب والقتال والجدال ضد الكفار الأذلاء. والمأمول ألا يضن علماء وصلحاء وسائر أهل الإسلام في تلك الديار بالدعاء ليل نهار بتيسير الفتح والنصر للغزوة المظفرة. ولا تتوانوا عن إعلامنا باستمرار عن أحوال وأوضاع تلك الديار".

3/ 3 - انتشار الثورة واستشهاد ابن أمية:

قرر الملك فليبي الثاني الاتجاه إلى البشرات لإخضاعها بنفسه، عندما رأى صعوبة القضاء على الثورة، أسوة بسلفه الملكين الكاثوليكيين. فاقترح عليه الكاردينال اسبينوزا بدل ذلك، إرسال أخيه "غير الشرعي"، دون خوان النمساوي، على رأس جيش جديد. فعينه الملك في 17/ 3 / 1569 م ووضع تحت إمرته مجلسًا حربيًّا. ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015