كان مولى لامرأة من بنى الهجيم [1]، وكان أصله خراسانيا، وكان راوية فيه غفلة.
قال أبو عبيدة: كيسان يسمع من الناس [فيعى [2]] غير ما يسمع، ويكتب فى الألواح غير ما وعى، ثم ينقله من الألواح فى الدفتر بغير ما كتب، ثم يقرأ من الدفتر غير ما فيه.
وقرأ بعض أصحاب الأصمعىّ على الأصمعىّ شعر النابغة الجعدىّ [3]، حتى انتهى إلى قوله:
إنك أنت المحزون فى أثر لل ... حىّ فإن تنونيّهم تقم [4]
فقال الأصمعىّ: معناه: فإن تنونيّهم نقم صدور الإبل وتظعن نحوهم؛ كما قال الآخر:
أقم لها صدورها يا بسبس
فقال كيسان: كذبت! أما إنك سمعت من أبى عمرو بن العلاء؛ ولكن نسيت؛ إنما أراد أنهم قد نووا فراقك فذهبوا وتركوك؛ فإن تنولهم مثل ما نووا